منهل إبراهيم:
أن تكون كاتباً.. أديبا.. قاصاً.. شاعراً.. عليك أن تلبس نظارة وترفع رأسك في الهواء وتحمل في يدك اليُسرى (لابتوب).. ومن ثم تحشر أنفك في نادي ثقافي أو تحجز لإبداعك في أحد المراكز الثقافية لأمسية أو أصبوحة شعرية أو قصصية بمن حضر حتى لو أخوك أو زوجتك أو بعض الأقرباء والداعمين من الأصدقاء المتحمسين لعواطفك الجياشة ووجدانك المطعون..
ولا تنزعج عندما تقول بأنك أديب وقاص وشاعر ممن يحدقون بك مطولاً ومن ثم ينفجرون ضحكاً و كأنك قلت لهم طرفة… لا تشعر بالحزن.. يمكنك حجز تذكرتك في قطار الكتاب والشعراء والمثقفين الآن بكل بساطة.. بإمكانك الانتساب لنواد وهيئات وبدعم بسيط تحظى بلقاء على إحدى الشاشات الفضائية.. وتنطلق بعدها كالسهم.. نحو عوالمك الحالمة.
وزيادة على ذلك قم بشراء عدة خطوط (جوال) من أجل (برستيجك) واقفز إلى الشبكة العنكبوتية ومباشرة إلى (غوغل) وقم بالجوجلة… وعليك حتماً قراءة ثلاثة مقالات:
-1 كيف تكون كاتبا أو شاعرا أو قاصاً أو مثقفاً مرموقاً؟
-2 تعلم كتابة المقالات والشعر والقصص في ثلاثة أيام.
-3 كيفية تحفيز الذات وكيف تكون مبدعاً؟
وفي الأصل أنت موسوعة وفي حالة مستمرة من الغليان الفكري وجموح الخيال فلا داعي لقراءة كتب غزيرة وقصص كثيرة تتعب جمجمتك بها.. كقصة ذلك الرجل الذي أراد أن يقطف ثمرة طيبة من شجرة لكنه اكتشف أن الثمرة ملتصقة بالشجرة.. فقام بنزعها بقوة أبكى بها الشجرة الأم على ثمارها الحقيقية الملتصقة بكينونتها..
على فكرة القصة السالفة الذكر من بنات أفكاري .. ما أحاول قوله هو إنني لستُ مثقفاً أو مبدعاً في الأدب وإن كنت كذلك (من يعلم ربما أصبت بعدوى المبدعين) فأنا آسف على ذلك حقاً…..

السابق