“غلوبال تايمز”: غزة بحاجة إلى وقف فوري للكارثة الإنسانية فيها

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
في مواجهة الكارثة الإنسانية المفجعة التي تحدث في غزة كل يوم، وفي مواجهة الواقع القاسي المتمثل في فقدان أكثر من 100 طفل فلسطيني حياتهم بسبب ويلات الحرب كل يوم، وفي أعقاب النداءات الدولية الملحة بشكل متزايد لوقف إطلاق النار الإنساني الفوري، فإنه من المحير للغاية أن الولايات المتحدة ومجموعة السبع، التي تؤكد باستمرار على “حقوق الإنسان” و”الإنسانية”، لم تتمكن من نطق كلمة “وقف إطلاق النار” هذه المرة.
وقد ناقش البيان المشترك الذي صدر في 8 تشرين الثاني الجاري خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو بإسهاب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومع ذلك، فقد حث” إسرائيل” بشكل طفيف على “هدنة إنسانية” في حربها على غزة، دون الإشارة إلى “وقف إطلاق النار، أو إنهاء الأعمال العدائية، أو استئناف محادثات السلام”. كما لم يرد أي ذكر لتنفيذ قرار الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة أو دفع مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات مسؤولة.
ويبدو أن الإشارة المرسلة هي موافقة ضمنية، أو حتى تسامح، مع الحرب الإسرائيلية في غزة من قبل مجموعة السبع. إن ما يسمى “الهدنة الإنسانية” تبدو أشبه بلفتة روتينية من واشنطن ومجموعة السبع إلى المجتمع الدولي.
وبطبيعة الحال، لا يشير هذا إلى ضعف حقيقي في الولايات المتحدة أو مجموعة السبع، وفي الواقع، فإنهم يمتلكون تأثيراً قوياً على” إسرائيل”، ولديهم القدرة على التدخل في الوضع الإسرائيلي الفلسطيني. لكنهم غير مستعدين لاستخدام هذا النفوذ والقوة من أجل المدنيين الفلسطينيين، فنهجهم تجاه البلدان أو القضايا الأخرى ليس هو نفسه.
ومن المعروف أن البيانات المشتركة لمجموعة السبع غالباً ما تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولكن عندما تتكشف أزمة إنسانية حقيقية وتتطلب منها اتخاذ الإجراءات اللازمة، فإن ألوانها الحقيقية تنكشف على الفور.
وفي مواجهة حياة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وحسابات واشنطن السياسية، تختار الولايات المتحدة ومجموعة السبع الخيار الأخير دون تردد، مما يكشف عن نفاقهم ومعاييرهم المزدوجة الصارخة.
وقد اندلعت احتجاجات داخل الولايات المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار، كما أن الآراء داخل مجموعة السبع ليست موحدة، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث صوتت فرنسا واليابان لصالحه.
وعندما يمتد الأمر إلى الأمم المتحدة ككل، فإن هناك رغبة عارمة في التوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”. لكن، للأسف، يبدو أن إرادة مجموعة مصالح صغيرة أو فصيل سياسي قد اختطفت واشنطن، وإرادة واشنطن اختطفت مجموعة السبع، وهي تحاول اختطاف الأمم المتحدة بشكل مماثل.
ومن الجدير بالذكر أنه في البيان المشترك لوزراء خارجية مجموعة السبع، إلى جانب مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل مكثف، ذكروا أيضاً الأزمة في أوكرانيا والقضايا الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي جميع هذه القضايا، يُظهر البيان سمة بارزة تتمثل في المبالغة في تبسيط المشكلات المعقدة والانحياز إلى أحد الجانبين. ويمكن القول إن الإعلان برمته يتمحور حول مفهومي “السلام” و”الأمن”، لكن لا توجد كلمة واحدة تجسد السلام أو الأمن الحقيقيين.
وكما قال تشانغ جون، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، لا يمكن تحقيق الأمن المطلق من خلال فرض عقاب جماعي على المدنيين، والعنف لن يؤدي إلا إلى تفاقم الكراهية والمواجهة.
وإن نفاق الولايات المتحدة ومجموعة السبع في الدعوة إلى “هدنة إنسانية” بدلاً من وقف إطلاق النار ليس أمراً غير أخلاقي فحسب، بل هو أيضاً شديد التقلب وخطير على العالم أجمع.
غزة لا تحتاج إلى “وقف إطلاق نار زائف”، إنها تحتاج إلى “وقف حقيقي لإطلاق النار وبدون تنفيذه بجدية فإن أي قدر من المساعدات الإنسانية سيكون بمثابة قطرة في محيط.
المصدر – غلوبال تايمز

آخر الأخبار
"أدباء غزة..الشّهداء" مآثر حبرٍ لن يجف تقديم الاعتراضات لنتائج مفاضلة الدراسات العليا غداً  ضخ المياه إلى القصاع وجناين الورد والزبلطاني بعد إصلاح العطل بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات إسرائيل.. وحلم إسقاط النظام الإيراني هل بمقدور إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية؟ الهجوم الإسرائيلي على إيران ويد أميركا الخفية صناعيو الشيخ نجار وباب الهوى يتبادلون الخبرات  وزير المالية من درعا : زيادة قريبة على الرواتب ..  وضع نظام ضريبي مناسب للجميع ودعم ريادة القطاع ال... المبعوث الأميركي يستذكر فظائع الحرس الثوري في سوريا   الحرب بين إسرائيل وإيران.. تحذيرات من مخاطر تسرب إشعاعات نووية     معبر البوكمال يعود: سوريا والعراق يدشنان مرحلة جديدة من الانفتاح التجاري مع استمرار الحرب..  الباحث تركاوي لـ"الثورة": المشتريات النفطية الأكثر تأثراً