الثورة – علاء الدين محمد:
شغف باكتساب المعارف، ميل للاعتزاز بالنفس رغبة بالمشاغبة المحببة، منافسة، عمل مع الجماعة، ميل إلى الاستقلال الذاتي، حب التقليد، هذه هي الطفولة كلما تقربنا إلى عوالمها يشع الأمل، أهم ثروة إنسانية يمكن للمجتمع أن ينهض بها نحو البناء والتطور.
على هامش نشاط تربوي في ثقافي المزة بدمشق تحت عنوان (الأمانة) للدكتورة يسرا عباس من جامعة دمشق كانت لنا معها هذه الوقفة.
في ردها متى نعلم الطفل الأمانة؟.. أكدت عباس أنه منذ النطق نحدد له الصح من الخطأ، والأم تحدد له ممتلكاته وحاجاته وألعابه، ثم تشرح له بأسلوب مبسط هذه لك وتلك لأخيك، وتشجعه على روح التعاون والمشاركة معاً، وتبين له إذا حصل تصرف عنف أو خطأ بالتعدي على حقوق أخيه، فالطفل من ٤- ٨ سنوات يسرق بدافع الغيرة أو لعب عن غير وعي، أو نضج وعدم اكتمال نضجه العصبي، وأحياناً يسرق بدافع الانتقام وأحياناً رغبة التملك وشدة الأنانية أو قوة الشخصية. هنا الأب هو القدوة العليا والأم يساعدانه على التخلص من كل صفة سلبية.
وعن الفضائل الخلقية التي يمكن زرعها بالطفل منذ الصغر.. أشارت إلى أهمية الصدق، الأمانة، الاحترام، مساعدة الآخرين، الطاعة، الاعتذار والتسامح، وتتمكن الأم من تعليم طفلها منذ الصغر على الصدق، فأحياناً تنسى أنها قدوة لطفلها وتكون غير صادقة، فمن صفات الطفولة تقليد الكبار، والتقمص والتخيل، لهذا يقلد أهله بكل صفاتهم، فتمتع الأهل بالصفات النبيلة يسهل نقلها لأطفالهم بأساليب مشوقة بالحب والتشجيع والمكافآت والنزهات والألعاب.
أما في عمر ٨-١٢ يكون بأساليب مختلفة، فالمراهق أيضاً له طريقة للتعامل في التأكيد على حمل تقاليد أهله ومجتمعه، مراقبة الطفل، الاهتمام به والحوار معه والإنصات له أقوى وسائل زيادة الثقة بنفسه وتتمثل هذه الفضائل بقوة في الكبر من خلال القيم الروحية التي يزرعها الأهل.
وفيما يخص دور الأسرة في زرع أو تعزيز مفهوم الأمانة منذ الصغر، أوضحت الدكتورة عباس أنه على الأهل (أب.. أم.. أولاد..) التمثل بالصفات الخلقية السليمة من الصدق والعدل والأمانة في الحديث والمواقف، وذلك من خلال الأمثلة والقصص عن أهمية الصدق ودوره في تقوية شخصية الطفل ومحبة الناس له ودور الأم في تعزيز الاحترام بين الإخوة والتعاون بينهم واحتضان الطفل وتقبله، في النهاية صفات السرقة والكذب والبخل هي صفات مكتسبة وليست وراثية.
وذكرت الدكتورة عباس رداً عن سؤالنا لماذا يسرق الطفل؟ أن الأمر يتعلق إما لعدم إشباع حاجات الطفولة من قبل الأهل نتيجة الفقر أو الجهل أو لأسباب أخرى، أو يعود ذلك لشخصيته كالعنف والعدوان وعدم معالجتها من الأهل وتجاهل الأهل لأفعاله ومواقفه السلبية، كأن يجد أنها شجاعة أو بطولة عندما يسرق، ولم تؤنبه الأم كما أن غياب الأب والأم والبيئة غير النظيفة وعدم نضج الطفل أي (الوعي الاجتماعي) ففي مرحلة العمر من ثلاث إلى 12 سنة يمكن أن يقوم سلوك الطفل ويعالج، لكن في المراحل العليا تختلف أساليب التعامل معهم.
وحول دور المدرسة في التعامل والعلاج والأساليب المتعددة في الوصول إلى حل ناجح في زرع الأمانة منذ الصغر..
قالت: المعلمة في المدرسة هي القدوة العليا للطفل بتقديم القصص والمواقف، وتعزيزه معنوياً بكلمات مثل أحسنت يا بطل يا صادق يا أمين يا مهذب هذه العبارات ترفع معنويات الطفل، ويتنافس ليصل إلى أن يأخذ تاج الصدق والأمانة والاحترام، المعلمات يتبعن طرقاً عديدة ليصحح الطفل سلوكه وذلك بالتعاون مع الأهل بشرح أهميه الأمانة وعدم التعدي على حقوق الزملاء، وعندما تصل المعلمة لحالات صعبة في العلاج لتفاقم الوضع والبيئة غير السليمة أو المفككة تتعاون مع الإرشاد الاجتماعي والنفسي بالمدرسة، ويتم البحث عن الأسباب ثم نقدم له العلاج الذي يكون غالباً بالتشجيع وإعطائه ما يلزم لتصحيح تصرفاته.
وقدمت عباس بعض النصائح والإرشادات للأهل لكيفية التعامل مع أطفالهم.؟
منها عدم الدلال الزائد وعدم القسوة في التعامل (الحزم بلطف)، سلوك العدل والمساواة بين الجنسين، وعدم مقارنة الطفل مع الآخرين أو مع إخوته، فعند تقديم نصائح للطفل يجب أن يكون لوحده وليس أمام إخوته، والعمل على تقوية الشخصية بالاهتمام الدائم به وتوفير الغذاء السليم والنوم الكافي مع ممارسة الرياضة.
والأهم تعزيز ثقافة التسامح والاعتذار وعدم الصراخ عالياً، إلى جانب استنباط مواهب الأطفال، وتفريغ طاقة الطفل بالمنزل، فالدعم والمساعدة تمكنه من اختيار ألعابه بنفسه، مع التركيز على إعطائهم الحنان والمحبة من قبل الوالدين.