الصحة العالمية تعلن فقدان الاتصال مع طواقم مجمع الشفاء والهلال الأحمر يعلن خروج مستشفى القدس عن الخدمة جراء فاشية العدو
الثورة -أسماء الفريح:
أعلنت منظمة الصحة العالمية فقدان الاتصال مع الأشخاص الذين تتعامل معهم في مستشفى الشفاء في غزة جراء “الهجمات المروعة” التي تواصل قوات العدو الفاشي شنها عليه.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم إنها “فقدت الاتصال مع أشخاص تتعامل معهم في مستشفى الشفاء وهناك خوف على سلامة العاملين الصحيين والمرضى والمصابين والأطفال في الحضانات وأعداد من النازحين داخله”.
بدوره أفاد مراسل وكالة وفا بأن طيران الاحتلال الحربي ومدفعيته يواصلان استهداف محيط مستشفى الشفاء بالقصف العنيف وحصاره من الجهات كافة منذ فجر أمس مبينا أن آليات الاحتلال باتت على مقربة من البوابات الرئيسية للمجمع الذي استهدفت طوابقه بشكل مباشر وسط تغطية نارية كثيفة وحركة متواصلة للطائرات دون طيار ما يحول دون خروج من بداخلها من نازحين وجرحى ومرضى وطواقم طبية ومسعفين الذين بقوا دون كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود.
وأضاف أن العشرات من جثامين الشهداء ما زالت ملقاة في ساحة المجمع وفي محيطه ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها لإخلائها بسبب كثافة النيران والاستهداف المباشر من قبل آليات الاحتلال مؤكدا أنه منذ الساعة التاسعة من أمس الأول لم تصل مركبة إسعاف إلى المجمع نظرا للقصف العنيف.
وأوضح أن مدفعية الاحتلال دمرت مبنى قسم القلب القديم في الجهة الغربية من المجمع وتطلق قذائفها بين الفنية والأخرى في محيطه والقنابل الدخانية بين أقسامها .
وتابع أن طائرات الاحتلال استهدفت المناطق الغربية والشمالية بمدينة غزة منذ منتصف الليلة الماضية الشيخ رضوان وتل الهوا وأبراج الكرامة والمقوسي والشيخ عجلين والرمال والنصر دون أن تتسنى لسيارات الإسعاف الوصول إلى الأماكن المستهدفة والوصول إلى الشهداء والجرحى.
ووفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر فهناك صعوبة لإخلاء مجمع الشفاء نظرا لوجود أكثر من 60 مريضا بالعناية المكثفة وأكثر من 40 رضيعا في قسم الخدج والحضانة وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى.
وتعرض مستشفى النصر للقصف المتواصل وللحصار منذ أيام حيث تم اخلاؤه بالقوة من الأطباء والممرضين والنازحين وبقي المرضى والجرحى وحدهم.
هذا وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم عن خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وقالت الجمعية في بيان صحفي لها إن طواقم المستشفى الطبية تبذل الآن قصارى جهدها من أجل توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى الموجودين فيه حتى ولو بالطرق التقليدية في ظل سوء الأوضاع الإنسانية داخل المستشفى ونقص الإمدادات الطبية والطعام والماء.
وحملت الجمعية المجتمع الدولي وكل الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة المسؤولية عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية وما آل إليه الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
وكانت الجمعية دعت في وقت سابق المجتمع الدولي والشركاء في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى التدخل الفوري والعاجل لحماية المستشفى وطواقمه الطبية ومن بداخله من مرضى ونازحين وفقاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
واستنكرت الجمعية محاصرة دبابات الاحتلال للمستشفى وإطلاق النار مباشرة عليه ما تسبب بعدد من الإصابات لم تعرف بعد وانتشار الهلع والخوف بين النازحين وغالبيتهم من الأطفال والنساء ولاسيما مع استمرار انقطاع خدمات الانترنت والاتصالات لليوم الرابع على التوالي ومع استمرار عزل المستشفى عن محيطه لليوم السادس على التوالي جراء إغلاق كل الطرق المؤدية إليه بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل الذي أدى إلى تدمير المباني والشوارع المحيطة.
وأشارت الجمعية إلى أن 7 مركبات إسعاف فقط تعمل في غزة والشمال من أصل 18 موضحة أن المركبات المتبقية مهددة بالتوقف بشكل كامل عن العمل خلال الساعات المقبلة بسبب نفاد الوقود مبينة أن طواقمها عاجزة عن الوصول إلى جثامين عشرات الشهداء ومثلهم من الجرحى بسبب استهداف آليات الاحتلال لمركباتهها.
واستهدفت مدفعية الاحتلال مستشفى القدس بشكل مباشر ما خلق حالة من الهلع بين المرضى المقدر عددهم بـ500 مريض والنازحين الذين لجأوا إليه وعددهم 14 ألفا.
ومنذ بداية العدوان الفاشي على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي، استشهد 198 من الكوادر الصحية و36 من الدفاع المدني وأصيب أكثر من 130 آخرون بينما تضررت 60 مركبة إسعاف بينها 53 تعطلت عن العمل بشكل كامل و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي أو نقص الوقود كما لا تزال المستشفيات تعاني من نقص حاد في الوقود ما يؤدي إلى تقنين صارم واستخدام محدود لمولدات الكهرباء في الوظائف الأساسية فقط.