الثورة- فؤاد الوادي:
لليوم الثالث على التوالي يواصل طيران الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته قصفه العنيف لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، إضافة إلى حصاره منذ فجر أمس من جميع الجهات، في ظل تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية واستشهاد الآلاف من طواقم طبية وجرحى ومرضى ونازحين، جراء القصف وانقطاع الكهرباء الذي أدى إلى توقف جميع الخدمات.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن آليات الاحتلال تتمركز على مقربة من البوابات الرئيسية للمجمع، الذي تستهدف أبنيته بشكل مباشر وسط تغطية نارية كثيفة وقصف متواصل من الطائرات المسيرة، ما يحول دون خروج من بداخلها من نازحين وجرحى ومرضى وطواقم طبية ومسعفين باتوا دون كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن العشرات من جثامين الشهداء ملقاة في ساحة المجمع وفي محيطه، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها لإخلائها بسبب كثافة النيران، وقصف آليات الاحتلال لها بشكل مباشر، ومنذ التاسعة من مساء أمس الأول لم تتمكن أي سيارة إسعاف من الوصول إلى المجمع.
هذا وقد دمرت مدفعية الاحتلال مبنى قسم القلب القديم في الجهة الغربية من المجمع، وتطلق قذائفها بين الحين والآخر في محيطه، والقنابل الدخانية بين أقسامه، واستشهد عدد كبير من الجرحى والمرضى ورضيعان خدج داخل المجمع، بسبب انقطاع الكهرباء عن كامل الأجهزة الطبية، وعجز الطواقم الطبية عن تقديم العلاج لهم.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الوضع كارثي في مجمع الشفاء، والاحتلال حوله إلى ساحة حرب، حيث واصل قصفه طيلة الليلة الماضية وصباح اليوم بالطيران والمدفعية، ودمر خزانات مياه فيه، وهناك الكثير من الجثامين أمام المجمع تعفنت وأكثر من 100 جثمان في ساحة المجمع وثلاجة الموتى بدأت بالتفسخ جراء انقطاع الكهرباء، مبينة أنه لا أحد يستطيع الحركة في المجمع، بسبب انتشار قناصة الاحتلال في محيطه والذين يطلقون الرصاص على كل ما يتحرك، حتى أن مريضاً تم قنصه في صدره وهشمت جميع عظامه لمجرد أنه أخرج رأسه من النافذة.
وأشارت الوزارة إلى أن 37 رضيعاً خدجاً مهددون بالموت، بسبب البرد في الحضانات جراء قطع الاحتلال للكهرباء، وتلجأ الطواقم الطبية لتدفئتهم بالبطانيات، ويوم أمس استشهد طفل وبعد ساعات ارتقى ثان، فيما يعاني بقية الخدج من التهابات شديدة ولا أحد يعلم ما سيكون مصيرهم.
وأوضحت الصحة الفلسطينية أن هناك 1350 مصاباً ومريضاً ومن الكوادر الطبية وأكثر من 10 آلاف نازح محاصرون في المجمع، يتقاسمون ما تبقى لديهم من مياه وحبات التمر ليبقوا على قيد الحياة، مشيرة إلى استنفاد جميع المحاولات لإطالة أمد الخدمات الصحية وفقدان كل الإمكانات لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى في المجمع.