هي كلمات دمشق على وقع الحدث في غزة.. فلسطين القضية ولا تزال، وما جرى ويجري اليوم جوهرها وآلام مخاضها، ومحاولة اغتيالها بسكين الصهيونية على مدى خمسة وسبعين سنة.. فلسطين القضية فأين ملفها اليوم من عدوان مستفحل وسلام فاشل لم تردها عنه يد عربية وادعة بل زادت همجية إسرائيل حتى المجازر العلنية والإبادة الجماعية.
هي كلمات دمشق تضع نقاطها على حروف القمة الطارئة لغزة في الرياض لتعطي المعنى الحقيقي بأن الخطابات لا تصنع نصراً والإدانات لم تحصِّل حقاً يعيد فلسطين والجولان المحتلين يوم كانت وتبقى إسرائيل كياناً مارقاً خارجاً عن القانون.. والحكم والقاضي لها هو اللص الأميركي الداعم لآلة قتلها والراعي الرسمي لكل همجيتها ومذابحها.
بالأمس كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في قمة الرياض الطارئة من أجل غزة كانت نداءً عاجلاً لتصويب الموقف العربي ووضعه في سياق التصرف الفعلي وامتلاك أدوات الضغط على العدو الإسرائيلي فلا الغضب في حروف الخطابات يكفي، ولا الإدانة أوقفت القتل والظلم، وأضعف الإيمان كما تراه دمشق هو قطع العلاقات السياسية والاقتصادية وإغلاق جميع الأبواب المفتوحة والمواربة في وجه الكيان.. هو عزل إسرائيل وإخراجها من توقيت الدول العربية والإسلامية طالما أنها وصلت لمرحلة اتخذت من عداد القتل والإجرام بحق كل الفلسطينيين نهجاً ولا تخشى من كل صيحات الشعوب في وجهها.
بالأمس كانت كلمات دمشق تفيض من قاموس العروبة ومعاني الكرامة فيه تبحث عن ملجأ عربي لكل فلسطيني يحتاجه تحت القصف في غزة وفي الضفة.
كلمات دمشقية تبحث عن الإرادة وأيادي العرب والمسلمين الفاعلة لوقف شلال الدم الغالي وليس عن الحناجر المنفعلة من مشاهد القتل في غزة.
وهي دعوة سورية صريحة لترجمة الصيحات الشعبية في الشارع العربي نصرة للشعب الفلسطيني إلى فعل عربي رسمي وتحرك سريع تجاه القاتل وهي رؤية لتحقيق الإرادة العربية وتحويلها من قمم تعقد وبيانات ختامية إلى سلاح حقيقي سياسي أو غيره يحمي الفلسطيني وينتزع حقه ويقف إلى جانبه يلتقط على الأقل يده الجريحة في أرض المعركة.
كلمات دمشق في القمة الطارئة تحدثت عن الثالوث المقدس الذي يجعل القمم العربية والإسلامية فاعلة وهو الإرادة والرأي العام الشعبي وما فرضته المقاومة الفلسطينية من معادلات جديدة في المنطقة كل ذلك يمنح القدرة على استخدام الضغط على إسرائيل وإيقاف آلة قتلها الإجرامية فدماء شهداء طوفان الأقصى عبَّدت كل الطرق لتكون هذه اللحظة التي يجب أن يستغلها العرب لتحقيق ما عجزوا عنه سابقاً هي أكثر من إيقاف للمجازر، هي لحظة قد تحطم إسرائيل فعلياً ومن له أذنان للسمع فليسمع.