يوسف جابر – كاتب لبناني:
اعتادت العنصرية الصهيونية على الجرائم التي تبيد الشعوب المناهضة لسياساتهم بأساليبهم الرعناء التوسعية في قتل الأبرياء واغتصاب حقوق الآخرين وذلك بمظلة أميركية غربية تعسفية كما فعل الأميركي باستباحة سكان أميركا الأصليين “الهنود الحمر” الذين هم أصحاب الأرض الأصليين لأمريكا، وكما فعلت فرنسا بالإنكليز والألمان بحروبهم الإجرامية الدامية التي طالت لسنوات عدة بأبشع صورها وأساليب القتل والتنكيل والاغتصاب، وها هم قد أجمعوا على تلميع صورة اللقيط الصهيوني بفرض وجوده تحت مسمى “إسرائيل” بل “الكيان الصهيوني” لامتداد مصالحهم في الشرق الأوسط المليء بخيرات النفط والغاز والمعادن والمياه العذبة, فالحرب القادمة ستكون على المياه التي سيفوق سعرها سعر النفط بعد إتمام واطمئنان فتح الخط الهندي لربطه بالشرق الأوسط وصولاً لأوروبا وضرب الاقتصاد الروسي والصيني المنافس عالمياً للصناعات الأميركية و الأوروبية في العالم.
إن الحرب الهمجية على الشعب الفلسطيني في غزة وإبادة عائلات كاملة بأكملها ومسح سجلاتها من القيود إلى تهجير من يبقي حياً لمناطق أخرى ودمار أكثر من 40 ألف وحدة سكنية للآن بعد دمار 35 يوماً بالإضافة إلى دمار المؤسسات العامة كالمشافي ومحطات الكهرباء والمياه والاتصالات، كل ذلك من أجل تغيير ديموغرافي بقوة الغطرسة والدعم الخارجي المتصهين بالتنسيق مع قوى عديدة لفرض سيطرة الإحتلال بوسائلهم المحرمة دولياً، وهذا سببه في الذهاب لاتفاقية أوسلو السرية التي تمت في عام 1991، التي أفرزت هذا الاتفاق اللا منصف واللا إنساني لإيصال الشعب الفلسطيني لمنحدر هم معدوه وراسموه ولم يبق للمواطن الفلسطيني إلا النضال ومقاومة العدو المغتصب لأرضه الذي لم يقبل العيش بالذل والمهانة واحتلال أراضيه.
إن الشعب الفلسطيني مناضل وأبي ومن حقه المقاومة لاستعادة حقوقه المشروعة بتحرير كامل التراب الفلسطينية ومقدساتها.
لقد عوّل الشعب الفلسطيني على مقررات القمة العربية الطارئة التي انعقدت في المملكة العربية السعودية بالتزامن مع قمة منظمة الدول الإسلامية لوقف العدوان الإجرامي و تقديم شكوى للأمم المتحدة ورفع الصوت بالتنديد بالمحافل الدولية والإنسانية على ما حصل من إبادة وغطرسة لا نظير لها بالعالم كما يفعل بالشعب الفلسطيني والمطالبة بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا أبشع المجازر في التاريخ بحق الإنسانية (الأطفال والنساء والشيوخ) بالإضافة لاحتلال الأرض.
وهنا أورد أقوال بعض حكام الكيان الصهيونى: فالمتطرف بن غفير يقول: حين نقول إنه يجب القضاء على حماس فإننا نقصد القادة والمؤيدين وحتى من يوزعون الحلوى فكلهم إرهابيون، ونتنياهو يقول: بنهاية الحرب لن تكون هناك سلطة مدنية تعلم الأولاد كراهية “إسرائيل”، ولا سلطة رئيسها لم يدن المجزرة بعد شهر. نسعى للسيطرة على غزة تتيح لها الدخول متى تريد، ولن تكون هناك حماس أو سلطة فلسطينية تدفع رواتب لعائلات قتلة الأطفال، على حد قوله.
ساحة الحرب مفتوحة على كل الجبهات ويلزم توحيد الصف الفلسطيني الفلسطيني والعربي مع القضية الفلسطينية لإنزال ضربة قوية بالكيان المغتصب واندحاره عن الأراضي الفلسطينية وهذا الوقت كان أقرب من أي وقت مضى، لولا التلكؤ الذي حصل.
إن المطلوب من العرب اليوم اتخاذ قرار بمقاطعة الكيان الصهيونى وفتح معبر رفح الذي يعتبر المنفذ الوحيد لغزة وشعبها وتأمين دخول وخروج أبناء هذا الشعب الذي يصبر على ويلاته وآلامه دفاعاً عن أبسط حقوقه المشروعة دولياً وهو التحرير من غطرسة إسرائيل وعدوانيتها الإجرامية المتكررة .
العيون شاخصةً بالدعاء للمقاومة بالصمود والنصر في الداخل الفلسطيني، كما أن جيش الاحتلال الاسرائيلي قد استعمل كافة وسائل الحرب المدمرة والمحرمة دولياً بتركيزه على قتل المدنيين جماعياً دون أي رادع أو الوقوف عند خط أحمر بقصفه المتعمد للمشافي ودور الصحة العامة قد خرج نصف مشافي غزة من الخدمة الفعلية، وقطع المياه ومنع دخول الدواء والغذاء ولم يبق عند العدو إلا تلويث الهواء وهذا ما يحصل في غزة باختناق المدنيين والمرضى لابادتهم جماعياً وترحيلهم بمن يبقى حياً!.
المقاومة صامدة ومنتصرة بإذن الله وما نراه بأنها لم تستعمل كافة أسلحتها لردع العدوان، والأيام القادمة ستكون أكثر التصاقاً بتلقينهم درساً ثانياً لن ينسوه أبداً قبل وصول نتنياهو ومعاونيه في الجرائم للمحاكمة كما حوكم سلفه مجرم الحرب السابق إيهود أولمرت.
السابق