نظافة البيت والشارع أول قوس في قانون بيئة الحياة، والسيدة الأنثى هي المفتاح الأول لأبواب النظافة لأن ما تقوم به يعكس مظهره في الداخل والخارج.
فبين الأمس واليوم ثمة مفارقات كبيرة أخذت تتعثر مخرجاتها وفق مقدماتها في ظروفنا الحالية.
في صغرنا كنا نلحظ كيف كانت أمهاتنا يحرصن على نظافة شوارع الحارة الرئيسية وبين الدور والمنازل كما الداخل، لم يكنّ يتأففن من هذا الأمر وإنما هو واجب على الجميع دون استثناء، وباتت المنافسة للأفضل لسان حال الجميع.
هذا الواقع تغير إلى حد كبير اليوم بحكم التطور العمراني والأبنية المشيدة أفقياً وعمودياً ما استدعى في قانون الإدارة المحلية أن يتولى في مجالس المدن والبلديات عمال النظافة هذه المهمة، والتي لا يقصرون بإنجازها إذا ماتوفرت الأدوات والمعدات اللازمة بين أيديهم.
فالمشكلة اليوم تكمن بقلة عمال هذه المهنة وآليات نقل القمامة وعدم انتظام مواقيت ترحيل نفايات المنازل وغيرها في ساعات محددة، ما يجعل بقاياها المتكدسة في الحاويات وعلى جانبي الطريق الرئيسية منها والفرعية صورة صادمة للنفس والعين في أكثر من مكان ريفاً ومدينة.
ولعل مسؤولية النظافة لايتحملها فقط القائمون عليها، بقدر مايتحملها الأهل وربات المنازل أيضاً والمجتمع بشكل عام.
لطالما بقيت مسألة الثقافة والوعي قاصرة بأهمية وجوب الحفاظ على البيئة وسلامتها من الفوضى والعبث حين يرمي كل فرد صغيرًا كان أو كبيرًا نفايات منزله حيث يشاء، في الساحة والشارع وأمام دور الجيران.
هذا الواقع خلق مشكلات عديدة بدءاً من التلوث البصري وليس انتهاء بانتشار الأوبئة والأمراض، لذلك يتطلب من الجهات المعنية تحديد مواعيد ثابتة ليلاً ونهاراً لإلقاء القمامة و ترحيلها، مع فرض عقوبات وغرامات لمن يخالف التعليمات.