الثورة – ميساء العجي:
من منا لم يشعر بشغف تجاه أمر ما، ومرات عدة نفقد هذا الشغف من دون أن نعرف السبب.
عن فقدان الشغف وعلاقته بالاكتئاب بينت خبيرة مهارات الحياة المدربة فاتن نظام أن الشغف هو عبارة عن رغبة داخلية ودافع ذاتي نحو فعل شيء معين، فيشعر الشغوف بأمر ما بالحماس كلما هم بهذا الفعل، ويسعى دائماً إلى إحداث فارق كبير كل هذا بمنتهى الحب والسعادة والحماس من دون النظر إلى كم الجهد المبذول.
فقدانه..
تبين المدربة نظام أنه هو النقيض وهو الشعور بعدم الرغبة وفقدان الاهتمام والتبلد تجاه نفس الفعل، يعني الشعور بالإحباط والتثاقل ويكون بعدم القدرة على إنجاز أي شيء وعدم الاكتراث لتدني مستواك بعدما كان أفضل.
أسبابه..
وتقول: أوقات يحرمك دافعك الذاتي ورغبة ما بفعل أي شيء، ولكن سرعان ما ننقاد تجاه أول عمل يصادفنا اعتقاداً من أننا وجدنا شغفنا، ولكن بعد فترة نشعر بالملل ونفقد سعادتنا بفعل هذا الشيء على الأرجح لم يكن هذا شغف المرء خاصة عندما يتبدل الحال في فترة قصيرة.
أنت لا تضيف قيمة حقيقية..
توضح نظام أنه بعيداً عن مشاعر السعادة التي نشعر بها خلال أداء عملنا، فقد يتسلل إلى داخلنا شعور بأن هذا العمل لا ينطوي على قيمة أو فرق تحدثه في حياتك أو حياة الآخرين، وهذا سبب كاف لفقدان الشغف، وبالتالي أنت تعمل بلا تقدير من أحد و لا حتى عبارات ثناء على جهدك.
وبين أن الإجهاد المبالغ فيه كأن تعمل باستمرار، فقد سيطر العمل على جميع جوانب حياتك، وهذا ربما يكون سبباً كافياً لفقدان الشغف فأنت لا تعمل بل تحترق وبعد فترة ستفقد القدرة على فعل عشرة بالمئة مما كنت تستطيع فعله بالبداية حين استهلكت طاقتك.
الروتين..
وفي هذا السياق تشير الخبيرة نظام إلى أن الروتين هو القاتل الصامت مشبهة إياه بالاستيقاظ اليومي لفعل نفس الشيء من دون أي ابتكار أو تجديد، وهنا تكون حالة الملل الذي لا ينتهي.
لا تصل لشيء..
وأضافت أن أحد أسباب فقدان الشغف الهامة والرئيسة هو عدم إحراز تقدم أو تطور لأن التدرج الوظيفي يعزز من شغفنا ورغبتنا في الاستمرار فهناك حافز لإحراز مزيد من النجاح والتقدم والعكس صحيح.
غياب الدعم..
وبينت أننا كلنا بحاجة للحديث عن عملنا كيف يدور والمشكلات التي تواجهنا، من حيث خططنا نحو التطور كل هذه الأمور نرغب بمشاركتها مع بيئة الدعم الخاصة بنا فعدم وجود تلك البيئة تعد أحد أسباب فقدان الشغف.
قلة التقدير المادي..
تتساءل نظام قائلة: إن كان الشخص راضياً عن راتبه أم لا، وهل يشعر أنه عادل أو غير عادل، برأيها هذا سبب طبيعي جداً لفقدان الشغف خاصة مع استمرار الأمر لفترة طويلة، فكل تلك الأسباب أو أكثر تقود صاحبها إلى فقدان شغفه بما يفعل، وقد يصل به الأمر إلى ما هو أبعد من فقدان الشغف مثل (الاكتئاب ) على سبيل المثال لا الحصر.
علاقة الشغف بالاكتئاب
تؤكد نظام أن الربط بين فقدان الشغف والاكتئاب أمر هام وهما بالفعل مرتبطين، ولكن ما الفرق بينهما؟ وأيهما مسبب للآخر، أين يكمن الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب الذي يعد اضطراباً عقلياً يحدث لكيمياء المخ، وهو مرض يحتاج لعلاج نفسي وكيميائي؟
على الجانب الآخر يعد فقدان الشغف عرض نفسي، وليس مرضاً في حد ذاته، إذ يمكن علاجه باتباع بعض النصائح والسلوكيات، مع وجود إرادة قوية لديه، لافتة إلى أنه إذا تمكن فقدان الشغف من صاحبه قد يقوده في النهاية إلى عواقب وخيمة ربما تصل إلى الانتحار خاصة إن لم يطلب المساعدة و اكتفى بمشاعره الخاصة.
طرق علاجه..
وحول طرق علاجه نوهت بأن علاج فقدان الشغف يبدأ من داخل الشخص من اتخاذ القرار ومن الرغبة في إنهاء كل هذا التبلد والانطلاق نحو أفعال نشعر تجاهها بالحماس والقدرة على التقدم.
ابحث عن شغفك من جديد..
وأخيراً تقول نظام: إنه لابد هناك أمر ما يجعلنا نشعر بأننا أفضل، ولا نقلق من البدء من جديد، فالأمر يستحق هذا العناء ما دامت الإرادة تسعفنا بالوصول وتخفف من تعثرنا في قطف ثمار الشغف الحقيقي، ولهذا يتوجب علينا العمل على خلق هدف واضح ننجزه بخطوات صغيرة.
وعن كيفية صناعة الشغف توضح نظام أنه بعد التعرف على الشغف الجديد لدينا علينا أن نعلم أن النجاح وإحراز الإنجازات الكبرى يحتاج إلى بعض الوقت، كي يساعدنا على إنجاز الخطوات الصغيرة لأن الشعور بالإنجاز يجنبنا أحد أهم أسباب فقدان الشغف.
وفيما يتعلق بالحرص على اكتساب مهارات جديدة أشارت الخبيرة النفسية إلى أن المسألة لا تقف عند مهارة واحدة بل علينا التحرك.. فالحركة ستقود المرء إلى إنجازات تجعله يستعيد شغفه بالحياة خاصة بأهمية العمل والنجاح من خلال الحركة الدائمة والاستكشاف والتعلم لمهارات جديدة تعرف الشخص على القدرات الحقيقية التي قد تفاجأ بها، داعية إلى ضرورة اعتماد الخطط اليومية والأسبوعية كأحد الوسائل الهامة التي تشعرنا بقيمة ما أنجزنا مما يجعلنا أكثر رضا وحماساً للانطلاق نحو الأفضل.