النظارة.. بعد الأربعين

الثورة – إعداد ياسر حمزة:

بشكل عام، وبدءاً من سن الخامسة والأربعين، تبدأ عدسة العين تفقد قدرتها تدريجياً على الانقباض والانبساط، فتبدأ متاعب النظر.
المعمّرون من الكتّاب والشعراء والفلاسفة القدماء عبّروا بمرارة عن هذه المشكلة التي اضطرتهم إلى الاستعانة بالخدم كي يقرؤوا على مسامعهم ما يريدون قراءته، إلى أن ظهر ابن الهيثم.
كان العالم العربي أبو علي ابن الحسن ابن الهيثم (996 – 1038م) أول من بدأ بدراسة النظر والضوء وقوانين انعكاساته على المرايا ومن خلال الزجاج، مستنتجاً أول مجموعة من الحقائق العلمية في هذا المجال، ومنها دور شريحة من كرة زجاجية في تكبير صورة شيء صغير موضوع خلفها.
وشجعته ملاحظته العلمية هذه على تصنيع أول مكبّر مساعد للرؤية, وفي العام 1240م، ترجم أحد الأوروبيين ويدعى إيزام غوليك فيتاللو مؤلفات ابن الهيثم من العربية إلى اللاتينية، ليسهم بنشر ملاحظات العالم العربي وقوانينه العلمية على أوسع نطاق، فتلقف الأوروبيون أفكاره ومبتكراته بسرعة.
في البدء تم استعمال بعض الحجارة الكريمة الشفافة مثل الكوارتز والبيريل، فكان يتم صقل إحدى جهتي الحجر بشكل مسطح تماماً، والجهة الثانية على شكل قبة صغيرة ويوضع الحجر من جهته المسطحة فوق الكتاب فتبدو الحروف من قبته أكبر وتسهل قراءتها.
ومن ثم ظهر تأطير هذه الحجارة الكريمة بإطارات من خشب أو من عظم حيواني، وزوّد الإطار بمقبض.. وبسرعة ونتيجة التجارب العديدة، راحت هذه العدسات ترق أكثر فأكثر، وظهرت منها أنواع محدبة من الجهتين.
في بداية القرن الرابع عشر الميلادي، روّج أحد الإيطاليين ويدعى أليساندرو دي سبينا لابتكار جديد يجمع عدستين من خلال قوس يربط إطارين ببعضهما، ويمكن الإمساك بهما أمام العينين، أو وضعهما بشكل مستقر فوق الأنف.
وعلى الرغم من أن النظارة بقيت على هذا الشكل لنحو أربعة قرون قبل ابتكار الشكل الذي يجمعها إلى خلف الأذنين لمنعها من السقوط، فقد أدت دوراً بالغ الأهمية خلال عصر النهضة الأوروبية وما تلاها.
لأنها وبكل بساطة، أطالت عمر العطاء الثقافي والأدبي والفكري الذي كان يتعثر أو يتوقف قبل اختراعها عند الخمسينيات من العمر، وصار بعدها يمتد حتى المراحل المتأخرة من الشيخوخة.

آخر الأخبار
جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة سوريا تلتزم الحياد الإقليمي وسط تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مدينة طبية في إدلب..خطوة جديدة لتعزيز القطاع الصحي تفاصيل جديدة لـ "وول ستريت جورنال" .. هكذا نفذ الموساد عملية معقدة في قلب إيران بيدرسون: المرسوم 66 خطوة مهمة توافق الإعلان الدستوري على توقيت اقتصاد سوريا.. خبيران لـ"الثورة": من أراد النجاح فعليه أن يضبط ساعته على عجلة مستقبلها تراجع عدد السوريين المسجلين وفق الحماية المؤقتة في تركيا لجنة لدراسة الصكوك العقارية لعقود الإيجار.. ومحال الفروغ قاب قوسين أو أدنى من وصولها للحل معبر البوكمال .. تعزيز لعراقة العلاقة الثنائية والارتباط الاقتصادي مع العراق اكريم لـ"الثورة": سوق ...