الثورة – أسماء الفريح:
أعلن مدير مستشفى الشفاء في غزة دفن 179 جثة على الأقل اليوم في قبر جماعي في ساحة المستشفى بينهم سبعة أطفال خدّج توفوا جراء انقطاع الكهرباء.
وقال محمد أبو سلمية “اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي” نظرا لانتشار “الجثث في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح” مع عدم دخول أي كمية من الوقود إلى القطاع منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأضاف “: قمنا بعمل مقبرة جماعية في ساحة مستشفى الشفاء في ظل المخاطر العالية وتحليق الطائرات المسيَرة فلم يعد مقبولاً أن تبقى جثامين الشهداء في الساحات تنهشها الحيوانات والديدان ” ” وكأن الفلسطيني لم يكفه كل العذابات التي يعيشها منذ لحظة ولادته حتى مماته ويعيش الآلام حتى بعد رحيله.”
وتواصل قوات الاحتلال حصار وقصف مجمع الشفاء ومحيطه منذ أربعة أيام كما تمنع أكثر من 200 عائلة في محيط المجمع من الحركة أو الخروج من منازلهم فيما تحاصر دبابات الاحتلال أكثر من 100 من المرضى والطواقم الطبية في مستشفى الحلو بمدينة غزة.
هذا وقد توقف مولد الطاقة الوحيد في مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس جنوب القطاع أمس عن العمل الأمر الذي يهدد حياة 90 مريضا يتلقون العلاج في المستشفى منهم 25 مريضا في قسم التأهيل الطبي باتوا يواجهون خطر الوفاة في أي لحظة بالإضافة إلى 9000 نازح يتخذون من مقر الجمعية والمستشفى مأوى لهم.
وفي السياق ذاته ,طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المحكمة الجنائية الدولية و”لجنة تحقيق دولية مستقلة” في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالتحقيق في الجرائم الإسرائيلية التي طالت القطاع الصحي في قطاع غزة باعتبارها “جرائم حرب”.
وأشارت في تقرير صادر عنها اليوم إلى أن المستشفيات وسيارات الإسعاف والمرافق الصحية محمية بموجب القانون الإنساني الدولي موضحة أن الإعتداءات المتكررة للقوات الإسرائيلية على المرافق والطواقم ووسائل النقل الطبية تمعن في تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة ويجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب وخاصة أن لها آثارا هائلة على حياة المرضى ومقدمي الرعاية.
وطالبت المنظمة حكومة الاحتلال بإنهاء “الهجمات” على المستشفيات ولاسيما أن هذه الاعتداءات إلى جانب قيامها بقطع الكهرباء والمياه وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة تعيق بشدة إمكانية الحصول على الرعاية الصحية.
وأشارت إلى ما أفادت به منظمة الصحة العالمية من أن 521 شخصا على الأقل بينهم 16 عاملا طبيا قُتلوا في “137 هجوما على الرعاية الصحية” في غزة بحلول ال12 من تشرين الثاني الجاري .
وشددت المنظمة على أن ادعاءات الاحتلال حول استخدام المستشفيات وغيرها من المراكز الصحية لأغراض عسكرية غير صحيحة مبينة أنها لم تتمكن من تأكيدها ولم ترَ أي معلومات تبرر الاعتداءات على مستشفيات غزة.
وقالت إن “على “إسرائيل” أن تنهي فورا الهجمات غير القانونية على المستشفيات وسيارات الإسعاف وغيرها فضلا عن الحصار الشامل الذي تفرضه على قطاع غزة، والذي يرقى إلى جريمة الحرب المتمثلة في العقاب الجماعي” كما طالبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وغيرها من الدول بتعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لكيان الاحتلال .
