الخبير الزراعي عفيف لـ “الثورة”: توسع الزراعات الاستوائية يعود إلى خسائر المحاصيل الأخرى وضعف تسويقها
الثورة – رولا عيسى:
بدأت الزراعات الاستوائية خلال السنوات الأخيرة بالتوسع خاصة في المناطق الساحلية ذات المناخ المعتدل والماطر القريب من المناخ الاستوائي إلى حد ما، وتعددت الآراء حول توسع هذا النوع من الزراعة في أن يكون على حساب المحاصيل الزراعية الاستراتيجية وفي مقدمتها الحمضيات والتفاح ومواسم الخضار التي تعتبر سلة غذائية مهمة لمختلف المحافظات في سورية.
وثمة من توسع في التفكير ليقول: إن التوجه نحو هذا النوع من الزراعات يعود إلى التبدلات والتغيرات المناخية، وآخرون تحدثوا عن خطط زراعية للتوسع بها، وهنالك من اعتبر أن السبب الرئيسي تكبد الفلاح خسائر من جراء عدم القدرة على تصريف محصول الحمضيات وكذلك الخضار.
الخبير الزراعي أكرم عفيف قال لـ “الثورة”: لا أنصح بأن تحل مثل هذه الزراعات على حساب الحمضيات أو التفاح، وأن يقوم الفلاح بقلع أشجار مزرعته من أجل زراعة أنواع أخرى، مبيناً أنه لا يمكن أن تكون التغيرات المناخية وراء الظاهرة، فإنتاج الحمضيات في الساحل جيد ووفير ولا يوجد ذاك التغير أو الأثر المناخي، بل كل ما في الأمر أن هناك خسائر فادحة للمزارع وارتفاع تكاليف مقابل أسعار قليلة وزهيدة للمحصول عند الشراء من قبل تجار سوق الهال، ليصل المنتج إلى المواطن بسعر أعلى وخارج قدرته الشرائية فاليوم كيلو الحمضيات في الأسواق يباع بأكثر من ٥-٦آلاف وهذا خارج قدرة المواطن.
ولفت إلى أن محصول الحمضيات تعرض قبل عام لخسائر واضحة بسبب ضعف إدارة تصريف المنتج، وكذلك إدارته كمورد زراعي من خلال العمل على تصنيعه وتحويله إلى غذاء أو دواء، وكل ما يحصل تكرار نفس المشكلة في إدارة المنتج والتدخل الإيجابي لتصريفه، وهنا لابد من الإشارة إلى أن التدخل الإيجابي لم يأخذ دوره في أن يكون تاجر رابح لمصلحة المزارع والمستهلك لجهة تسويق المحاصيل الزراعية أو حتى قطاع الإنتاج الحيواني.
ولفت عفيف إلى أنه من الخطأ أن نرجع تخلي بعض المزارعين عن زراعة الحمضيات أو التفاح والخضار لأسباب تتعلق بالتغير المناخي، بينما الأمر يتعلق بخسائر الفلاح وارتفاع تكاليفه.
دعم مازوت نقل الحمضيات
مدير مكتب الحمضيات نشوان بركات بين لـ “الثورة” أن زراعة الحمضيات لم تتأثر بالزراعات الاستوائية بدليل أن تقديرات الإنتاج هذا العام تحسنت عن العام الماضي ووصلت إلى ٨٥٠ ألف طن، لكن المشكلة التي يواجهها موسم الحمضيات التصريف، ومع إعطاء الحكومة سلفة بقيمة ٧ مليارات ليرة للسورية للتجارة لمساعدة الفلاح على تصريف منتجه، نأمل أن تتحسن عملية التسويق واستجرار المحصول.
كما توقع تحسن أسواق التصدير، لكن من الضروري أيضاً التركيز على التسويق المحلي بما يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين، مقترحاً تقديم الدعم للسيارات التي تنقل محصول الحمضيات من خلال توفير المازوت بسعر أقل، على غرار دعم بقية المنتجين، وهي سيارات تقوم بنقل المادة إلى سوق الهال، وكذلك إلى بقية المحافظات، وعليه تخصيصها بكميات من المازوت المدعوم ومتابعتها عبر نظام جي بي سي.
لجنة لدراسة الواقع
مدير السياسات الزراعية في وزارة الزراعة رائد الحمزة أوضح أنه تم تشكيل لجنة من قبل الوزارة لدراسة واقع المحاصيل الاستوائية، وتنظيم هذا النوع من الزراعات وفق الاحتياجات وحالياً في مرحلة الوقوف على واقع هذه الزراعة والمؤشرات الحقيقية، وعليه وضع خطط مناسبة لهذا النوع من الزراعات، مشيراً إلى أنه ليس كل الزراعات الاستوائية تزرع في حقول الحمضيات وعليه لن يكون لانتشارها أثرا على إنتاج الحمضيات .