فؤاد دبور – كاتب أردني:
نشهد هذه الأيام ومعنا كل العالم عدواناً إرهابياً إجرامياً صهيونياً متجدداً حيث تقوم حكومة الإرهابي نتنياهو بشن عدوان إرهابي دموي بشع على شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة وشعبنا في فلسطين المحتلة 1948م وعلى شعبنا العربي في جنوب لبنان وسورية العربية ترتكب فيه القوات الصهيونية كعادتها جرائم دموية غير مسبوقة لم تمارسها أي قوة إرهابية في تاريخ البشرية في بشاعتها وإجرامها، تستخدم كل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبرية ضد شعبنا أطفاله وشيوخه ونسائه وشبابه، تدمر المنازل على سكانها كما تدمر المؤسسات وبخاصة الإعلامية والبنية التحتية، تحرق الزرع والحجر مثلما تحرق البشر، وهم أحياء ترتكب مجازر تجسيداً لعقيدتها وطبيعتها وكينونتها القائمة على القتل والتدمير والطرد والتهجير والحصار والتجويع.
وتستند في هذا الوقت بالذات على الأوضاع الفلسطينية الداخلية التي تعاني من انقسامات، وكذلك من مجريات الأحداث الجارية في العديد من أقطار الوطن العربي حيث صراعات تقف وراءها وتحركها الإمبريالية الأمريكية الحليف الاستراتيجي للصهيونية وكيانها مثلما تساندها أيضاً دول غربية استعمارية وأنظمة عربية تمارس أبشع أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني المجرم.
إنه عدوان صهيوني إرهابي تستخدم فيه قيادة العدو الصهيوني آلة حربية متعددة ومتطورة في مواجهة مقاومة شعب اختار التمسك بأرضه ووطنه وحقوقه المشروعة وحريته وكرامته.
لقد تأسس هذا الكيان الغاصب على أنه “دولة يهودية” ولم يرسم حكامه حدوداً جغرافية وبشرية له حيث تركت هذه الحدود عائمة لأغراض عدوانية عنصرية، لكن منطق التاريخ وسياقه وعدوانية الكيان وإرهابه يدل على استحالة استمراريته مهما قدمت له الدول الاستعمارية التي أقامته من دعم عسكري وسياسي ومادي وبشري، أمام توحد الشعب على قاعدة مقاومته وكذلك المخلصين من الأمة العربية من أجل اختصار عمره الزمني ذلك لأن للفعل المقاوم الدور الكبير في زعزعة أمنه واستقراره وضرب اقتصاده، ما يسرع في زواله لأن كياناً قائماً على دعائم الآخرين لن يستمر قائماً ويسقط بسقوط هذه الدعائم هذه ليست رغبات لكنها حقائق تدعمها دلائل سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية نتوقف عند الأهم المتمثل بانتصار المقاومة في مواجهة هذا العدو الغاصب لأراض في فلسطين ولبنان وكذلك فشل المشروع الأمريكي المساند لهذا العدو في فرض سيطرته على المنطقة وبالتالي يفقد قدرته على توفير الأمن والحماية والديمومة لهذا الكيان.
إن الجهد الذي يكرسه حكام الكيان الصهيوني لفلسفة وسياسة وفكر وممارسة الحروب العدوانية تؤكد أن القوة والحروب هي أساس وجوده واستمراريته، وبالتالي فإن هذا العدو في استعداد دائم بين الحرب والاستعداد لها، أما التفاوض الذي اختاره البعض فقد كان عند العدو الصهيوني فسحة من الوقت لتحقيق مخططات مشاريعه وبخاصة الاستيطانية منها من جهة وتجريد العرب من عناصر قوتهم من جهة أخرى وبذل الجهد المكثف من أجل زرع الفرقة بينهم لتثبيت شرعية وجوده على الأرض العربية وتوفير المناخات لاغتصاب المزيد منها وصولاً إلى حلمه الكبير في إقامة “دولة اليهود” ما يعني شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإلحاق المواطنين الفلسطينيين في أرض فلسطين العربية المحتلة بملايين اللاجئين.
نؤكد واعتماداً على مجريات الأحداث سواء أكان ذلك في حرب 13 تموز عام 2006 ضد لبنان أم العدوان المتكرر على قطاع غزة والعدوان الدموي التدميري هذه الأيام أن العدو الصهيوني لن ينجح في تحقيق أهدافه من هذا العدوان المتجدد فالمقاومة لن تهزم وإرادة الشعب لن تكسر وسيبقى صامداً مهما بلغت التضحيات ولن يحقق العدو الصهيوني سوى الهدم والقتل والتدمير. وستلحق به خسائر باهظة بفعل المقاومة وصواريخها التي طالت، وتطال معظم مساحة فلسطين المحتلة.
نؤكد على خيار المقاومة كطريق وحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وحقوق العرب وبخاصة في الجولان العربي السوري المحتل وجنوب لبنان، وأخيراً يحق لنا أن نتساءل: أين ما يسمى بجامعة الدول العربية من العدوان الصهيوني؟ أم أنها اكتفت بإصدار بيان إدانة هزيل؟
نقول للغرب رغم كل حربكم القذرة ضد سورية وحصارها، وحصاركم لجمهورية إيران الإسلامية، فقد فشلتم في مخططاتكم، والنصر للمقاومين القابضين على الزناد.
* أمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن – تحت التأسيس