الثورة- رفاه الدروبي:
نفَّذ الفنان التشكيلي علي جروان ٣٨ لوحة في معرضه الفردي الثاني على أحد جدران مخيم دنون بريف دمشق عنوانه: “في غزة تكتب الملحمة”، متناولاً عملية “طوفان الأقصى” والانتصارات المُسطَّرة طارقاً باب المدرستين: الواقعية التعبيرية والواقعية الرمزية بجماليَّة ساحرة.
التشكيلي علي جروان جسّد معاناة أهالي غزة في ظلِّ الاحتلال “الصهيوني” وحقهم في العودة إلى ديارهم وأرضهم ووطنهم، مُشدِّداً على قدسية الشهادة وعظمة البطولة في لوحات زيتية ذات مقاسات مختلفة، وأشار إلى أهمية تكريس ثقافة المقاومة بالمعنى الأشمل، عارضاً تجربة فردية قدَّم عبرها رؤيته عن فلسطين جمالياً وفكرياً في أبعادها المقاومة وكلّ مفرداتها التشكيلية المتجسِّدة في أقصاها وقبتها وبيوتها، وزيتونها، وزرقة سمائها وبحرها، وشعبها الصامد.
وأوضح التشكيلي علي أنَّ المرأة عنصرٌ أساسيٌّ في أعماله كلّها كونها الأم والزوجة والأخت، الشهيدة والأسيرة والمقاومة، والأرض المعطاء، رافقت كلَّ أعماله الفنية تُحيط بها البيوت الفلسطينية المتلاصقة والمتلاحمة مع بعضها البعض إشارةً إلى تعاضد الشعب وجهوزيته للدفاع عن أرضه، وتُعدّ من ثوابت التشكيل الفلسطيني، لافتاً إلى أنَّه لم ينسَ في أعماله تجسيد التراث في لباس النساء بزخارفها ونقوشها المتفرِّدة بينما تصدح آلة العود بألحانها وأشجانها مُردِّدةً أغنية السلام والانتصار، وينقل صوراً مستقبلية جميلة للعالم كي يتعرَّفوا إلى قضيتهم العادلة علَّه يُسبغ شيئاً من التفاؤل في عمله الفني.
كما أكَّد بأنَّ طيور السلام ترفرف في أغلب لوحاته إيماناً بالعودة وتحقيقاً للنصر على العابرين.. والناي الحزين يتصدَّر إحداها إلى جانب العود التراثي بطريقة واقعية تعبيرية متناسياً وجوه الأشخاص، مركِّزاً على حركة اليدين وفاعليتهما وما يحيط بهما من زخارف وتداخلات هندسية ومساحات لونية يُؤطِّرها باللون الداكن لإبراز الموضوع في منتصف اللوحة.
بدوره أضاف: أنَّه لايزال مستمراً في رسم الكوفية والطفل الفلسطيني المقاوم، تعبيراً عن الجيل الجديد المتواجد في أغلب لوحاته، بينما قبة الصخرة شاهدة على مجازر عدوٍّ لايعرف الرحمة؛ إلا أنَّ الشعب الفلسطيني يقف بثبات وشجاعة في وجه الأعاصير والتحديات، مُبرزاً جماليات الحرف العربي المنحني بكلمة “باقون” كصلابة جدران البيوت رغم سيلان الدم النازف من أعلى اللوحة وقد لوَّن المفردة بالأصفر المخضَّب بالأخضر، وتعني الخصوبة والعطاء للأرض؛ بينما تحيط بها خلفية سوداء كدليل على انسداد الأفق نتيجة وجود الغريب؛ لكن الوردة الجورية ترفع رأسها عالياً وسط اللوحة.
مضيفاً: إنَّه استخدم في أغلب لوحاته الألوان الترابية والأحمر والأخضر كي يعبِّر عن أرض روتها دماء الشهداء إلى جانب اللون الأزرق وتدرجاته العامرة بمعاني الصفاء والسمو في النفوس.