الثورة-رفاه الدروبي:
تُقدِّم مديرية المسارح والموسيقا “المسرح القومي” في مدينة حمص مسرحية “المعطف” على خشبة مسرح قصر الثقافة اليوم وغداً، والمسرحية للكاتب نيكولاي غوغول، إخرج نزار خضور، بمشاركة الممثلين: هاشم مريم، ماهر الأشقر، سعاد عبد الهادي، هاجر الناصر، أنس داهن، جعفر محمد، ماجد طليمات، محمد شحود.. ويناقش العمل الواقع الاجتماعي للروسيين، وكيف بات معطف غوغول يُضرب به المثل، وذاع معه صيت الكاتب عبر أرجاء العالم.
وأشار المخرج نزار خضور لصحيفة الثورة إلى أنَّ القصة تدور أحداثها حول الفساد والبيروقراطية في مؤسسات القطاع العام في سان بطرسبورغ.. وتحكي عن شخصية أكاكي أكاكيفتش موظف بسيط فقير الحال لكنَّه مصرٌّ على مواجهة كلِّ أشكال الترهيب والإغراءات الموضوعة له من قبل زملائه في العمل ليكون نسخة طبق الأصل عنهم.
ولفت بأنَّ المشاهد تُظهر على الخشبة مؤسسة تتألف من أربعة ارتفاعات يمتلك من يجلس في المستوى الأول رتبة أعلى تدلُّ على الهرمية الإدارية، ويتكامل الضوء مع الكتلة كي يُشكِّل ممرات يسير عليها الموظفون أثناء حركتهم داخل المؤسسة، منوِّهاً بأنَّ العرض يبدأ بلوحة إيمائية موسيقية تحدد الزمان والمكان ثم تنتقل الأحداث فيما بعد للنقاش بين الإدارة والموظفين، وتتابع المسرحيِّة مجرياتها لتستعرض حياة الموظف أكاكي البائسة وأحلامه المتمثلة بامتلاك معطف جديد أراده كاتب العمل دلالة على الطموح الإنساني وحبِّ الحياة.
كما أضاف مخرج المسرحية بأنَّ “معطف” أكاكي يُسرق منه بعد شرائه ويتعرَّض للترهيب ممَّنْ لجأ إليهم ليفضي الأمر إلى مرضه وموته، وينتهي العرض بلوحة إيمائية موسيقية يبدو فيها موظف جديد مكان السابق أكاكي يتعرَّض للقمع ذاته حيث تنهال عليه الأوراق دلالة على تكرار المأساة.
ثم ينتقل الخضور خلال حديثه إلى الأزياء العائدة للقرن التاسع عشر تاريخ أحداث العرض، وسط إضاءة قسمت على الخشبة إلى نصفين عرضيين: الأول داخلي ثابت كمؤسسة يتمُّ تعتيمه في المشاهد الأخرى أو إبقاء ضوء باهت عليه بحسب ضرورات العرض، وقسم أمامي تنوَّعت فيه الإضاءة حسب المشاهد، ويُمكن تمييز الألوان الأساسية أثناء العرض في الملابس والإضاءة أسود فأبيض ثمَّ بني وأصفر مع ظهور جزئي للأحمر، إضافة إلى استخدام خمسة مستويات تصاعدية من الفضاء المسرحي للعرض، خاتماً حديثه عن الموسيقا المرافقة للعمل والمتنوعة ما بين الروسي الشعبي والسيمفوني، إضافة لمؤثرات صوتية تخدم تشكيل حركة المشهد.
