الثورة- فؤاد مسعد :
بات الطفل الفلسطيني اليوم في قلب اللهب وهدفاً مباشراً لجبروت آلة القتل، ومع كل يوم يمر يزداد عدد الأطفال الشهداء والمصابين والذين باتوا بلا مأوى وتيتموا وأصبحوا من دون عائلة، يعيشون أصعب الظروف وأقساها حتى ضمن الملاجئ المؤقتة التي تم تأمينها لهم “وهي غير آمنة” حيث يطولها القصف بين وقت وآخر. ولكن وسط المشهد المؤلم ما أن ترى الفيديوهات التي تنتشر هنا وهناك ومحورها أطفال فلسطينيون حتى تلمس ما بداخلهم من عنفوان، فتارة تراهم يتحدثون عن تجربتهم وأوضاعهم ويشرحون قضيتهم بأسلوبهم العفوي، وتارة أخرى يغنون وينشدون مؤكدين صمودهم بالرغم من صغر عمرهم وأنهم مستمرون طالما بقوا على قيد الحياة.
هذا الواقع الموجع عبّر عنه الأطفال أنفسهم وبطرق مختلفة، ومنهم طفل تساءل في فيديو مؤثر انتشر مؤخراً على السوشيال ميديا عن الفرق بين القوي والضعيف، ظهر متحدثاً باللغة الانكليزية ليصل إلى أبعد مدى، وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية وعلى صدره علم فلسطيني وخلفه مشهد الدمار الكبير الذي تفوح منه رائحة مجازر قام بها المحتل الغاشم، يقول بأسلوبه إلقاء يحمل من العزة الكثير: “كل جيوشكم، كل مقاتليكم، كل دباباتكم، وكل جنودكم، ضد صبي يحمل حجراً، يقف وحيداً هناك، في عينيه أرى الشمس، في ابتسامته أرى القمر، وأتساءل.. فقط أتساءل؟ من الضعيف؟ من القوي؟ من الحق؟ من الباطل؟ أنا أتمنى فقط أتمنى، أن يكون للحقيقة لسان”.
وفي فيديو آخر تحدث طفل عما بقي لديه من أحلام، مشيراً إلى أنه قبل الحرب على غزة كانت لديه الكثير من الأمنيات إلا أن الحرب جعلت تفكيره ينحصر في كيف يمكنه العيش بأمان، يقول: “الصواريخ تجعلك ترتعب، ولكن لا أريد أن أموت”، في حين تشير فتاة بعمر 12 عاماً أنه حين يبدأ القصف تجمع والدتها أفراد العائلة كلهم ليمسكوا أيديهم بأيدي بعضهم بعضاً .
وفي غمرة الحديث عن الأطفال لا يغيب عن الذهن مشهد المؤتمر الصحفي الذي عقده مجموعة من الأطفال في غزة مؤخراً ضمن مستشفى تعرض لقصف عنيف رفضوا خلاله التجويع والقتل واستهداف المستشفيات مطلقين صرختهم “أوقفوا الموت.. نريد الحياة”.

السابق