الثورة – عبير علي:
معرض دمشق الدولي حدث بارز في عالم المعارض التجارية والثقافية، إذ يجمع بين التقاليد العريقة والابتكارات الحديثة من مختلف القطاعات، ويهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين الدول والمساهمة في إعادة إحياء المشهد الاقتصادي السوري، مبرزاً أهمية المواهب الحرفية والفنية المحلية.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة أكد أمين سر حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية عدنان تنبكجي على مشاركة الحاضنة المميزة في الدورة الثانية والستين من المعرض، والتي تفوق المشاركات السابقة، إذ تمّ تخصيص جناح خاص بمساحة تتجاوز 1000 متر، يضم أكثر من 40 حرفياً وحرفية يعرضون براعتهم وحرفيتهم في هذا الحدث الكبير.ومنذ عشر أيام، بدأ فريق العمل بالتحضيرات المكثفة، إذ عملوا كخلية نحل لتجهيز جناحهم، بدءاً من صيانة البنية التحتية وحتى أدق التفاصيل.
ساهمت إدارة معرض دمشق الدولي في تسهيل جميع الإجراءات اللازمة، مما أسهم في رفع معنويات الحرفيين، كما حضر وفد من الاتحاد العام للحرفيين لزيارة جناحهم عدة مرات، إذ اطلعوا على تحضيراتهم وقدّموا التوجيهات والدعم المعنوي.
وتحدث تنبكجي عن مدير الحاضنة لؤي شكو، الذي يعمل جنبا إلى جنب مع فريقه، مؤكدا أن الجميع يساهم بروح جماعية لإظهار أفضل ما لديهم في مجال الحرف اليدوية التقليدية.
وأضاف أن الحرفيات اللواتي يحتجن لمساعدة في تعليق منتجاتهن يتم دعمهن أيضاً لضمان عرضها بأفضل صورة.
واعتبر أن هذه المشاركة “مشاركة النصر”، إذ تسهم في تعزيز وجه سوريا الحضاري وسط أجواء من التفاؤل بين جميع الحرفيين والمشاركين، لافتاً إلى أن جناح الحاضنة يتضمن مجموعة متنوعة من الحرف التقليدية، التي يصل عددها إلى 30 حرفة، مثل تكفيت النحاس، النول اليدوي، تنزيل الصدف على الخشب، وصناعة الجلود، بالإضافة إلى صناعة الأعواد والصابون والبخور.
أكد تنبكجي على أهمية معرض دمشق الدولي الثاني والستين، مشيراً إلى أن لديهم آمالاً كبيرة معقودة عليه، وقال: “لقد انطلقنا نحو سوق العمل الخارجي، إذ يمتلك الحرفيون السوريون إبداعات يجب أن تصل إلى جميع دول العالم، إن سوريا باقية بقوة جميع حرفييها، ونحن نمثل قوة اقتصادية بفضل مشاريعنا الصغيرة والمتناهية الصغر.
“وأضاف: إن المعرض يمثل فرصة ذهبية لتبادل الثقافات، إذ يأتي العديد من الزوار الذين حُرموا من زيارة سوريا خلال الفترة الماضية، ليشهدوا المناظر الخلابة ويستمتعوا بمشاهدة الطريقة المباشرة في تصنيع المنمنمات للقطع الفنية التراثية، سواء الصغيرة أو الكبيرة، وأعرب عن تفاؤله بمستقبل واعد، معتبراً أن هذا المعرض هو منصة لتعريف العالم بإبداعات الحرفيين السوريين وأهمية تراثهم الثقافي.
من خلال هذه المشاركات، يأمل الحرفيون السوريون في تعزيز مكانتهم في الأسواق العالمية، مُرسخين فكرة أن التراث الحرفي السوري هو جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاقتصادية للبلاد.