الثورة-نيفين عيسى:
يُشكّل الدافع حافزاً لدى معظم الأشخاص ليُقدموا أفضل ما لديهم في مختلف جوانب الحياة، وعندما يتراجع ذلك الحافز يفقد الناس عاملاً أساسياً من عوامل العطاء والاستمرار.
الاختصاصية في التنمية المجتمعية وعلوم الإرشاد الدكتورة ياسمين الشلبي بيّنت لـ “الثورة” أنه يُمكن تعريف (انطفاء شعلة الدافع والرغبة أو ما يسمى بالشغف) بأنه عدم الإحساس بشعور الحماس أو التحفيز، بحيث لا يُمكننا القيام بأي عمل يخدم هدفاً أو طموحاً، وأي نشاط كُنا نسعى إليه قبل.
وأضافت: ينشأ هذا الأمر نتيجة مجموعة تراكمات نفسية، إضافة إلى الإرهاق الجسدي والتعب الفكري والوضع الصحي غير السليم، بحيث نصل لنتيجة مفادها عدم القدرة على التحدي والإنجاز.
كيفية استعادته
الدكتورة الشلبي بينت أنه لإعادة ذلك الشغف عبر الدعم الاجتماعي النفسي إلى مجموعة من المحبين والاختصاصيين، وعدم التردد في السؤال مطلقاً عن حالتنا، وكيفية تحسينها إلى الأفضل من خلال التعامل الاجتماعي، كما يُمكن تجزئة الأهداف إلى عدة أقسام وتبسيطها، وإن كانت مُعيقة يُمكن تعديلها وتغييرها بما يضمن لنا تحقيق الهدف الأول لتتوالى السلسلة ونستعيد شغفنا تدريجياً.
وأكدت أن انطفاء شعلة الشغف يؤثر على علاقتنا بذاتنا وبالآخرين، وتقل إنجازاتنا وتزداد مشكلاتنا النفسية والاجتماعية، بالإضافة لتوتّر علاقتنا مع الآخرين ورفض الآخرين لنا في حال كُنّا دوماً بحالة سلبية أو ناقدة.
التوازن النفسي
وذكرت الدكتورة الشلبي: يمكننا لإعادة شغف الدافع اتباع المناهج المُنشطة التطبيقية التي تؤدي إلى تحسّن الحالة النفسية، وترتيب جدولنا حسب الأولويات، ووضع أهدافجديدة وكسر الروتين مهما كان.
ولنصل لمرحلة التوازن النفسي بينت ضرورة الانتباه إلى أن الحياة لها مجالات متعددة، وفقدان الإنجاز الحقيقي بأي مجال يُفقدنا التوازن، مثل العلاقات العائلية الأسرية والاجتماعية وكذلك العلاقات الروحية، ولفتت إلى أهمية التطوير الشخصي والاعتناء بالصحة إلى جانب الاعتناء نفسياً وعقلياً في المجال الدراسي أو المهني.
وأكدت على ضرورة عدم الشعور بالخجل من طلب المساندة من الاختصاصيين، ومعرفة أهمية الثبات على حب الشغف بعد الانطفاء، فنحن نتعامل مع مواقف بسلوك ومشاعر وأفكار أدّت إلى حدث معيّن، والإنسان المنطفئ بدوره يسعى ليستبدل ما ضرّه بشيء نافع فهي عملية تحتاج وقتاً وجهداً وجدّية وكثيراً من الصبر.