الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
استغرب عدد من المزارعين في ريف محافظة حمص التناقض الموجود في تصريحات الجهات المعنية بالقطاع الزراعي، فهم من ناحية يصرحون عن ضرورة دعم القطاع الزراعي لما له من أهمية كبرى في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطن السوري, ومن ناحية ثانية فإن الواقع مخالف لذلك، ما أدى إلى تعثر القطاع الزراعي وانخفاض مردوديته.
ما جعلهم يتساءلون عن كيفية دعم القطاع الزراعي إذا كان توفير الأسمدة الضرورية بأنواعها المختلفة أحد دعائم القطاع الزراعي.
مزارع من قرية البلهاء في ريف حمص الجنوبي الشرقي قال لـ “الثورة”: نحن نزرع اللوزيات وهي كغيرها من الأشجار المثمرة تحتاج إلى كميات من الأسمدة، لكننا علمنا من المعنيين في المحافظة أن الأسمدة غير متوفرة أبداً في الفترة الحالية للأشجار المثمرة.
وشاطره الرأي مزارع آخر من قرية فاحل “45كم شمال غرب حمص” حيث يزرعون التفاح والزيتون وهم لا يحصلون على أي سماد خاص بالتفاح أو الزيتون، وإنما يعتمدون على ما تحويه الأرض من أسمدة طبيعية وعلى مياه الأمطار, لكن – والكلام للمزارع – تحتاج التربة بعد سنوات من زراعتها إلى ما يدعمها، لأن مواردها تقل ويحدث عليها تغيرات، لذلك فإن تسميدها ضروري للحصول على إنتاج أفضل, ومع ذلك فإن السماد الخاص بالأشجار المثمرة غير توفر في حمص حالياً..!!
من قرية القبو “40كم غرب مدينة حمص” تحدث لنا مزارع فيها: تشتهر بلدتنا بزراعة كميات من القمح والشعير البعل، ومؤخراً توجه المزارعون فيها لزراعة الزيتون، ومن المعروف أن السماد الخاص بالقمح والشعير والزراعات الشتوية الأخرى “سوبر فوسفات – يوريا ..” يُرش مع البذار كرشة أولى، أي في هذا الوقت من العام, ثم يُرش مرة ثانية بعد الإنبات, لكن حتى الآن لم نستلم أي نوع من السماد.
بينما تساءل مواطن من منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي عن كيفية دعم القطاع الزراعي إذا كان المعنيون بهذا القطاع الحيوي والمهم جداً لم يوفروا الكميات المطلوبة حتى الآن، ومن المعروف أن محافظة حمص غنية بالمساحات القابلة لزراعة القمح والشعير والمحاصيل الأخرى.