الثورة – فاتن دعبول:
هناك الكثير من الأحداث تعيش في ذاكرتنا وتأبى أن تغادرنا إلا إلى خلود من نوع آخر وهو التوثيق عبر قصة أو رواية أو ربما تختار لنفسها نوعاً آخر من فنون الإبداع.
وذاكرة الأديب أيمن الحسن حطت رحالها بين دفتي رواية تحكي مرحلة زمنية حافلة بالأحداث، وهي تؤرخ للأحداث ١٩٨٢ عام اجتياح بيروت.
في مركز ثقافي العدوي كان الموعد للوقوف عند أهم ما تميزت به هذه الرواية، إن كان على صعيد الحدث وأبطاله، أم على صعيد اللغة والأسلوب ونوع الحكاية، قدم لهذه الندوة الإعلامي والأديب عمر جمعة.
المكان أولاً
توقف الأديب عماد نداف عند أهم العناصر التي اتسمت بها رواية الأديب أيمن الحسن” خطوات الماء السبع” وبيَّن أن للمكان عنده دلالة كبيرة، وهذا يشمل رواياته جميعها، ولكن يتضح الأمر أكثر في هذه الرواية.
فقد دارت أحداث الرواية في القيمرية أحد أحياء دمشق لتمتد إلى بيروت في مرحلة الاجتياح، وهي من المراحل الهامة التي قدمها أيمن الحسن في روايته عبر شخوصه ليصور ما جرى في العام١٩٨٢ عام اجتياح أول غزو بربري واسع النطاق” تدمير، قتل، مجازر..” هذا إلى جانب عقد السادات لاتفاقية كامب ديفيد.
ويرى نداف أن الرواية تفتقد للحدث والحكاية والعقدة، لكنها استطاعت عبر مجموعة من القصص المتناثرة أن تشكل الرواية، بعد أن ترابطت لتشكل النهايات التي تعبِّر عن تلاحم الشعبين السوري واللبناني في الحرب، ليردد في نهاية الرواية” تسقط إسرائيل التي تشعل غزة اليوم كما أشعلت أرواحنا على مدى أزمان طويلة.
– رواية واقعية..
وبدورها بينت الأديبة الروائية إيمان شرباتي أن من يقرأ الرواية لابد سيعرف بأن الكاتب لديه مخزون ثقافي وتاريخي واسع، ويمتلك أدواته ويجيد آلية السرد بأسلوب يغري القارئ بالاستمرار والمواظبة حتى النهاية.
وهي تقوده إلى أماكن مازلنا نشعر بالحنين إليها، بلغة بسيطة تتراوح بين العامية واللغة الفصيحة مراعياً في ذلك شخصياته التي تنتمي إلى بيئات وثقافات مختلفة.
وهذه الرواية تميل لأن تكون رواية واقعية نعرف شخوصها ونحاكيهم ونتبادل معهم الأفكار والآراء خلال حقبة هامة من الزمن.
والرواية تطرح الكثير من الأسئلة والمواقف وخصوصاً أنها تقدم معلومات سياسية وتاريخية تمثل تلك الحقبة من تاريخ سورية، أجاد الكاتب بتقديمها لكن على حساب الحكاية والورد الحكائي.
– تجربة استثنائية..
وتحاول الأديبة عبير القتال أن تقف عند الجانب النفسي للشخصيات، لأنها ترى الكثير من الأفكار يمكن أن تنتزعها الرواية من كاتبها من دون أن يعي ذلك، وخصوصاً أن أيمن الحسن يملك تيمتي الحرية والحب، ويستطيع أن يطوِّع شخصياته كيف شاء، ويمكن أن يقحم نفسه في النص بجرأة تسجل له.
ولاشك تجربته مميزة واستثنائية، وفي كل رواية جديدة يفاجئ قراءه بعناوين جذابة ومضامين تحتفي بالحدث والمكان والحب في آن معا.
– سرد تاريخي..
ويجد الشاعر في الرواية سيرة ذاتية لمرحلة تاريخية ثرية بالمتناقضات وتحمل طابع الواقعية وتتنوع فيها الشخصيات وخصوصاً العشيقات التي تحمل كل واحدة منهن من الصفات ما يجعلها محط اهتمام.
أما لغته فتميزت بالجمالية والتناسب، وهي لغة سردية عامة تتقاطع مع شاعرية الكاتب، واختلفت اللغة حسب البيئة والمستوى الثقافي والاجتماعي، فلكل شخصية مستوى من اللغة.
ويرى أن الكاتب يحاول أن يمرر أفكاره إلى المتلقي وهي في الأغلب أفكار توجيهية جاهزة.
وفي نهاية الندوة توقف بعض من الجمهور عند تفاصيل بعض أحداث الرواية، ومن ثم وزع الأديب أيمن الحسن بعض النسخ من روايته” خطوات الماء السبع” على جمهور الحضور.