الثورة – غصون سليمان:
لا تحكي أسرار طفلك مهما كانت صغيرة أو بسيطة لأحد بغرض التسلية، فهذا يفقده الثقة بك وبنفسه.
ما تقدم ليس مجرد نصيحة يقدمها أهل المعرفة بحال الطفولة وأسرارها، بل هي بمثابة قانون أخلاقي تربوي اجتماعي له تأثيرات كبيرة على صيغ الحياة ونماذجها داخل المنزل وخارجه.
فالخصوصية عند الصغار والكبار لها قدسيتها ومناعتها، ولا يجوز البوح بها أو إفشاؤها بقصد أو غير قصد، من باب التسلية أو البرستيج، كي لا تترك ندوباً في أعماق النفس وخاصة الأبناء الصغار الذين يرصدون الشاردة والواردة كما يقال، فكل شيء تحت مجهر عيونهم وسمع آذانهم ولديهم القدرة على التمثيل والتقليد.. كأن يقلد طفل أباه أو أمه أو أي شخص آخر في الوسط المحيط، وبالتالي يتطلب من الوالدين عدم الإعلان، أو الطلب من الطفل إجراء الحركات الإيمائية أو تمثيلها أمام الضيوف والأصدقاء والأقرباء كي لا يحرجوا بشيء لا يرغبونه.
فمن الضروري أن يكون هناك حوار مسبق قبل اتخاذ الخطوات المناسبة لتجعل العلاقة إيجابية والحوار أكثر متعة بين الطرفين.
في هذا السياق يؤكد خبراء علم النفس ومنهم الطبيبة المعروفة أولغا سوبرا المعالجة النفسية للأطفال والمراهقين أن الأساليب العصرية غير المباشرة في تربية الأبناء تشكل تحد كبير للأهالي، حيث يجب عليهم تعلم كيفية الاستماع للطفل وترك المساحة له للتعبير عن حاجاته، وتعلم الاسترخاء للوصول إلى الحوار والابتعاد عن المعاملة السلبية للطفل، ناهيك عن الانتباه للكلمات التي تقال له.
وتذكر سوبرا بعض أساليب التربية الإيجابية وكيفية استخدامها مع الطفل، إذ تنصح الآباء اختيار الكلمات المناسبة والتي لا تلحق بالأطفال أذى عاطفيًّا أو معنوياً.
ونوهت بأن أساليب التربية الإيجابية تهدف إلى تركيز الانتباه على سلوكيات الطفل الحسنة. كأن يرتدي ملابسه وحده، وأن يتعاون مع أخيه، ويجمع ألعابه، ويساعد أمه في ترتيب غرفته.
ومن أمثلة سلوكيات الطفل المزعجة أو غير المحتملة، البكاء، والتشاجر مع الاخوة، والصراخ، ورفض ارتداء الملابس، ونوبات الغضب.
الثناء والمدح
وحول أسلوب الثناء والمدح والابتعاد عن العقاب والصراخ، يتطلب من الآباء اختيار الكلمات المناسبة وغير الغاضبة التي لا تلحق بالأطفال أذى عاطفيًّا أو معنويًّا، ولا تقلل من ثقتهم بأنفسهم، بل تعزز إيمانهم بقدراتهم وقيمهم الذاتية.
حيث نلحظ بشكل عام معظم الآباء والأمهات اعتادوا استخدام أساليب التوبيخ والانتقاد والصراخ لتصحيح أخطاء أطفالهم، أما أساليب الثناء والتشجيع للأعمال الجيدة فإنها تبدو غير مألوفة لديهم. فليس من السهل عليهم جعل الثناء عادة يومية رغم بساطته، لأهميته في دفع الطفل لتكرار الأعمال الجيدة.
وتؤكد سوبرا في أبحاثها على ضرورة اتباع أسلوب وضع الحدود الواضحة، بما يشعر الطفل بالأمان، فلا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
وفي حال قيام الطفل بسلوك حميد يقرر الوالدان إعطاء الثواب له كحلوى أو التنزه أو شراء لعبة، وفي حالة قيامه بسلوك خاطئ يتم حرمانه من شيء يحبه كثيرا أو بعدم خروجه، كنوع من العقاب.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، أخبر طفلك أنه إذا لم يلتقط ألعابه من على الأرض، فسوف تقوم بإخفائها في مكان بعيد عنه طوال اليوم ولن يستطيع اللعب بها.
ولا تنس متابعة الأمر، إن كان التقطها أم لم يهتم؟ ثم لا تستسلم وتتراجع عن قرارك إذا قرر طفلك التقاطها بعد فوات الأوان.