الثورة – ترجمة رشا غانم:
على الرغم من ادعاءات مانيلا بشأن الأيام الثلاثة للدوريات الجوية والبحرية المشتركة بين الفلبين وقوى الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، بأنها تهدف إلى تعزيز “الأمن القومي” و”تشجيع الشراكة السلسة مع الولايات المتحدة لحماية مصالحهم المشتركة “، ولكن التناقض بين الهدفين يجب أن يكون جلياً وواضحاً للجميع”.
حيث تعتبر الدوريات الجوية المشتركة جزءاً من سلسلة من التحركات للتعاونات العسكرية بين الفلبين والولايات المتحدة منذ أن تولى فيرديناند ماركوس جونيور منصبه كرئيس للفلبين في تموز العام الماضي، مدعياً بأن إدارته تنخرط بدبلوماسية متوازنة، ولكن في الواقع، هو يتبنى موقفاً داعماً للولايات المتحدة الأمريكية مع نيته بحصول الفلبين على الحصة الأكبر لنيل السلطة واليد العليا في خلافاتها البحرية الطويلة الأمد والملتهبة مع الصين.
إن ذلك لسوء تقدير، فلم يكن أبداً جزءاً من أجندة واشنطن المساعدة في تهدئة وتسوية الخلافات البحرية بين الصين والفلبين أو أي دول ذات مطالبة في المنطقة، ولكن واشنطن تهدف ببساطة إلى إطالة أمد الخلافات واستغلالها بحيث يمكنها زرع وتغذية بذور الخلافات وعدم الانسجام بين الصين ودول الجوار وتصوير الصين كمعارض وكطاغية.
ولهذا الغرض، تقدم الولايات المتحدة مدخلات عسكرية محدودة لخلق وهم لدول مثل الفلبين بأنها تستطيع دائماً الاعتماد على الولايات المتحدة لردع ما تصفه واشنطن بـ “عدوان” الصين و “تنمرها”.
وطالما أن بكين تمارس ضبط النفس، لطالما هي تتمادى، مع العلم بأن أي صراع سيضر بآفاق تنمية الفلبين وآفاق التنمية في المنطقة ككل، في حين أن هذه البلدان تشعر بالأمان والتشجيع الكافي تحت ما تتخيله أجنحة الحماية للولايات المتحدة لمحاولة التعدي على الجزر والشعاب المرجانية والمياه الصينية.
إن تصرفاتهم هي عبارة عن تفكير أمل ليس إلا، فإنه لا يستند إلى سوء تفسير لأهداف واشنطن الإستراتيجية فحسب، بل يستخف أيضاً بتصميم بكين على حماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
ويجب أن تكون التدريبات العسكرية لجيش التحرير الشعبي في المياه غير البعيدة عن طرق الدوريات المشتركة في بحر الصين الجنوبي بمثابة جرس إنذار واضح لمانيلا، التي غطت في أحلامها بسبب عزم واشنطن المفترض، كما يجب على مانيلا أن تكون حذرة من التهديدات التي تغريها جراء موافقتها على فتح أربع قواعد جديدة للجيش الأمريكي، اثنتان منها على الأقل تطل على المياه جنوب جزيرة تايوان الصينية، حيث يجعل البنتاغون من الفلبين جزءاً رئيساً من مكانها المسرحي الإقليمي.
يجب أن تعرف مانيلا أن السبب المهم وراء عدم اندلاع النزاعات في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، ومسألة تايوان، في صراع على مر السنين هو الهدوء الذي أظهرته بكين، كما يجب أن تكون أزمة أوكرانيا والحرب على غزة بمثابة تذكير حاضر لمانيلا بالعواقب الوخيمة للسماح باستخدام الفلبين كوكيل للولايات المتحدة، فهناك توافق واسع في الآراء في المنطقة على أن الشمولية والتعاون يجب أن يكونا النور الموجه لحل النزاعات، ولكن إذا استمرت مانيلا في التكهن بأن الولايات المتحدة تمكنها من تجاهل هذا الإجماع، فستدرك في النهاية أنها كانت تراهن على خسارة أكبر من أي وقت مضى.
المصدر – تشاينا ديلي.
