مسؤولون سابقون “غير مسؤولين”.. سقطوا في ميزان سخرية وتهكم المجتمع!

الثورة – مرشد ملوك:
في النوادي الرياضية وفي مناسبات الأفراح والعزاء وفي مكاتب العقارات والسيارات وفي جلساتهم العامة وبطبيعة الحال في جلساتهم الخاصة يتحدث القسم الأكبر من المسؤولين السابقين عن الظرف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي “من دون ادنى شعور بالمسؤولية” .
ومايزيد من خطورة طرح “المسؤول السابق” أنه يتحدث بلسان العارف والمضطلع ببواطن الأمور والظروف، الأمر الذي يؤجج ضعف الانتماء وفي لحظة ما يقوض نظرية الدولة.
أغلب المسؤولين السابقين – والتعميم عمى-  يملكون العقارات من بيوت ومحال تجارية وسيارات وأولادهم يدرسون خارج البلاد وداخلها بأهم المؤسسات التعليمية.. يقدمون النظريات والأفكار والمبادرات حول ما يجب أن تفعله الحكومة أو هذه الوزارة أو الهيئة أو تلك، وما يزيد الطين بلة من كان منهم عائد إلى الحياة العامة من خلفيات فاسدة، والطامة الكبرى تجدهم أكثر الناس تذمراً من الظروف، الأمر الذي يثير تهكم وسخرية الكثير من الطبقات الاجتماعية التي لسان حالها يقول “اسمعوا مين عم يشكي”..
مقابل ذلك تجد أن بعض المسؤولين والوزراء السابقين استطاعو النفوذ إلى بعض المؤسسات الاقتصادية والتعليمية لكن القسم الكبر أخفق في تحقيق ذلك.
ما أيقظ هذا الطرح هو حديث بعض المسؤولين السابقين في مناسبة تعزية والدي رحمه الله ، والتحليل الإيجابي والسلبي الذي قدمه هذا المسؤول وذاك وتالياً الأثر النفسي الذي خلفه الحديث من تداعيات إيجابية وسلبية لها علاقة بالبنية العامة لأفراد المجتمع سواء في المسؤولية وبعد الخروج منها.
و هنا تؤكد الدراسات النفسية أن الزعماء والمبدعين والمتميزين معرضون للاضطرابات النفسية بشكل حاد.. ومعرضون لأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض النفسية. وبالمختصر هؤلاء أناس مؤثرون جداً بالمجتمع أكثر عندما كانوا في مواقعهم لأنهم يتحدثون بلغة لم يتحدثوا بها أيام ما كانوا على رأس عملهم، وعقولهم مبرمجة للحديث في سوق الكلام الأسود.
من الضرورة الإشارة أن “المسؤول السابق” موصف كشريحة سياسية واجتماعية واقتصادية في كل المجتمعات والدول، وهو دائماً قادم إلى موقع المسؤولية من خلفية سياسية وحزبية ومهنية كطبيب ومحامٍ ومهندس، أو من خلفية اقتصادية تفرزه الشركات الصغيرة والكبيرة، لكن بعده وقربه من العمل العام والخدمة العامة يكون وفق التصنيف الطبيعي، والمسؤولية قد تكون حالة طبيعية في حياته.
لكن لدينا في سورية تجد بأن كلمة ” مسؤول سابق” تصل الى أن المسؤولية هي مهنة قائمة بحد ذاتها، يعني فلان لا يعرف أن يعمل أي شيء إلا أن يكون مسؤولاً فقط، وهو المسؤول  المدني والعسكري يملك التجارب والخبرة، وبالتأكيد وصل إلى هذا بعد سنوات العمر من النجاح والإخفاق، لذلك قد يكون رأب هذه الشريحة في روابط ونوادٍ ومنظمات ونقابات فاعلة غير الموجودة حالياً، أو بعد تفعيل التنظيمات الحالية، وفق ترتيبات معينة تقوم بها “مؤسسات ما بعد المسؤولية والتقاعد، هو حراك اجتماعي سيتحول إلى نشاط اقتصادي، لأن هؤلاء يملكون المال والخبرة، هؤلاء طاقة وطنية ضائعة تشعر بالغبن جراء التجربة التي تملكها تحتاج لمن يقدر قيمتها، بدل من تسكعهم في النوادي والمقاهي ويفرغون طاقاتهم التي تحولت إلى سلبية، ولن تصح نظرية “عاش الملك.. مات الملك” هنا.

آخر الأخبار
الشيباني: الدبلوماسية السورية متوازنة ومنفتحة على الحوار والتعاون  سوريا تنضم إلى "بُنى".. انطلاقة جديدة لتعزيز  التعاون المالي الإقليمي والدولي  زيارة وزيري الاقتصاد والمالية إلى واشنطن..  تعزيز الشراكة وكسر العزلة  لجان وآليات لدفع التعاون بين الجمعيات الخيرية نحو آفاق من التأثير  الفضة مقابل الذهب..هل يمكن ضمان نفس مستوى الأمان؟    تأهيل 750 مدرسة وترميم 850 أخرى ووعود بتأمين مقعد دراسي لكل طالب   فريق الهلال الأحمر الجوال  بالقنيطرة.. خدمات طبية للمجتمعات المحلية   تكاتف سكان "غنيري" ..استعادة لبعض الخدمات وحاجة للاهتمام   إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم   الألعاب الشتويّة (2026) بنكهة إيطاليّة خالصة  سوريا في قمة عدم الانحياز بأوغندا.. تعزيز التعددية ورفض التدخلات الخارجية   ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في  طرطوس..  والريف محروم