يبدو أن مقولة:” لا يصح إلا الصحيح” قد بدأت دلالاتها تلوح في الأفق، حتى إنه يمكن القول بأنها أتت أكلها على غير صعيد ثقافي واجتماعي وحتى سياسي، ويتضح ذلك من خلال المواقف الجريئة التي نشهدها من قبل رجالات الفكر في العالم الغربي، ففي كلّ يوم تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بآراء تصدح بصوت الحقيقة، هذا الصوت الذي يدحض العدوان الظالم على غزة وينادي بتحرير الشعوب التي تتعرض للعدوان في غير زمان ومكان.
وبالأمس القريب استضاف اتحاد الكتاب العرب أحد هذه الأصوات” تيم أندرسون” القادم من استراليا وقد ضرب عرض الحائط بكل تحديات بلده لثنيه عن موقفه، ولكن رفض أن ينحاز إلى الظلم والعدوان رغم خسارته الكبيرة لموقعه كأستاذ جامعي، لكنه أبى أن يخمد صوت الحقيقة في ضميره، فوثق كلّ ما شاهده من اعتداءات المسلحين وسجل في أجندته العديد من الكتب لتكون الشاهد الحي على العدوان الظالم.
وبين الحين والآخر ينبت صوت جديد، إن كان على صعيد رجالات الفكر في العالم أو على صعيد القاعدة الشعبية التي بدأت تظهر بشكل لافت تنادي بإيقاف الحروب وهدر الدماء البريئة وخصوصاً الأطفال.
وعلى الجانب الآخر نجد عجلة الحياة تأبى أن تتوقف رغم التحديات جميعها، فلاتزال تنبض بالعطاء والتألق، وبخطوات واثقة يعتلي مبدعونا المنابر العربية والعالمية بإنجازاتهم الرائعة، وينالون المراكز التي تليق بهم، ويحصدون الجوائز، وكأن بهم يتمثلون مقولة الشاعر محمود درويش” ونحن نحب الحياة، إذا ما استطعنا إليها سبيلاً.
نعم نحن نحبّ الحياة لأنها تليق بنا، هي رسالة نوجهها للأجيال الذين يرسمون خطواتهم الأولى على دروب الحياة، بأنكم أنتم أبناء الحياة والقادم سيكون أجمل عندما يبنى بسواعدكم وعقولكم وأحلامكم التي تطال عنان السماء.
وأنتم حراس الوطن الميامين ونسورها التي لا تهاب الردى، بكم نكبر ويكبر الوطن.
التالي