تظهر خريطة رأي أغلب الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد على اختلاف اختصاصاتهم قناعتهم الموروثة أن فرصة عمل تعني أن يرتبطوا بعمل مقابل راتب، وأول ما يفكرون فيه هو العمل المكتبي (الطاولة والكرسي)، ولارتفاع تكاليف المعيشة يفضلون العمل في القطاع العام بأجر متدن وبطالة مقنعة تسمح لهم بعمل إضافي، ويرفضون عملاً جدياً في القطاع الخاص الذي يحتاج إلى دوام أطول، وهنا تظهر أهمية اليد العاملة المدربة والخبرة والمؤهلات وارتفاع أجورها والتنافس عليها بين الشركات.
مفاهيم كثيرة خاطئة عن العمل، وأولها التعلم من أجل الوظيفة لا الحياة، ونلاحظ ذلك في تزاحم الآباء قبل الأبناء على الكليات والمعاهد التي تتكفل الدولة بتوظيف خريجيها، وكذلك المفهوم الأبوي لدور الدولة فيما يخص تأمين العمل والذي يجب استبداله بالمفهوم الإشرافي والمساعدة.
فرصة عمل ليس مجرد رقم في إحصائيات قوة العمل يتحول فيه العمال إلى مجرد أرقام على جدول الرواتب، وتستشري البطالة المقنعة، بل يتسع طيف المعنى أكثر سعة وثراءً ليشمل ربات البيوت اللواتي يعملن في مشروعات بيتية وصناعات يدوية وهناك أيضاً مشروعات تربية الأغنام والدواجن وغيرها من المشاريع الصغيرة، هي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
محاولات وجهود جادة بمسؤولية وطنية في ملتقى فرص العمل للتدريب والتوظيف للنهوض بثقافة العمل وإتاحة فرصة التقدم لوظائف وأعمال في تخصصات مختلفة، هي فرص عمل حقيقية تعتمد التأهيل والتدريب للباحثين عن عمل، والتعريف بإمكانياتهم وتوظيف مؤهلاتهم وخبراتهم والتشبيك مع القطاع الخاص.