الثورة _ حوار _ عمار النعمة:
في رحلة الإبداع والأدب كان له حضور آثر، بدأت علاقته مع الكتابة منذ الصغر، ثم صقل موهبته بقراءته لكتّاب وشعراء كبار، كتب الشعر والقصة بصورة صادقة ووجدانية عالية المستوى، فازداد ألقاً وبهاء، ارتبط أدبه بواقعه وجذوره فكانت صياغته الأقرب إلى قلوب المتابعين.
إنه رياض طبرة الأديب والقاص الذي حملنا على جناح الكلمة، فكان أديب الأمل والألم، والفرح والجمال
صاحب العديد من المؤلفات التي أثبتت حضورها في المشهد الثقافي…
التقته صحيفة الثورة لتقلب معه بعض الصفحات، فقال عن جديده جديدي مازال مخطوطاً في الرواية فهناك عمل أرجو أن يرى النور قريباً؛ اسمه (أم الغيث)، وفي القصة هناك مجموعة بعنوان: في بيدر الأماني.
أنت تكتب الرواية والقصة ماالفرق بينهما بالنسبة لك؟
حين البحث عن فارق أو فوارق ما بين القصة والرواية فإن في الإجابة عن ذلك السؤال تذهب إلى المضمون من جهة، ثم إلى الشكل…. في المضمون نرى أن القصة حدث في زمن محدود، وغالباً ما يكون قصيراً قابلاً للتحديد بالساعات، وربما أحياناً بالدقائق.
وقلما نجد كاتباً ترك الزمن مفتوحاً في القصة لأن ذلك من خصائص الرواية التي تعطي الزمن مداه، لا تتوقف عند صباح أو مساء، بل تذهب إلى الزمان باعتباره بطلاً قادراً على تجديد ذاته واحتياجاته حتى يستكمل الحدث مقومات سرده وبنائه فنياً وفق ما يريد الراوي وتتطلب ملكاته الإبداعية.. ليأتي المنتج الإبداعي في القصة بثوبه اللغوي الموجز والمعبر عن استقلالية هذا الفن وتميزه عن لغات الرواية (المسرح المقالة والخاطرة) إذ لكل من هذه الأجناس لغته وثوبه الذي اختاره.. لذلك يمكن الجزم بأن الفارق ما بين القصة والرواية يتجاوز الزمن واللغة إلى الحدث، وكلا الجنسين القصة والرواية حدث وأحداث، القصة حدث مقترن بزمن محدد في الأعم والأغلب، والرواية سلسلة أحداث مترابطة أو غير ذلك لمجتمع أو جماعة وربما أكثر لاتقف عند خط درامي واحد أو نهج بذاته.
أيهما الأقرب إلى قلبك القصة أم الرواية؟
كانت القصة عشيقتي الأولى حين اخترت الأدب هواية لكن الرواية صارت هدفاً في عصر يسعى إلى أن يكون عصر الرواية مع أن الرواية قديمة في الآداب العالمية عامة وفي الأدب العربي خاصة؛ وأن كانت قد اتخذت اسماً عاماً هو النثر للوقوف على فارق النوع مع الشعر الذي هو ديوان العرب.
وقد وَصَلنا هذا النثر بتسميات متعددة ومختلفة ومنها:المقامات والتي أراها فناً أدبياً جامعا،ً ففي صفحاته الوضاءة قصة ورواية وشيء من الشعر وربما المسرح والمقالة.
ماهو تقييمك لكتّاب القصة اليوم؟
كتّاب القصة في سورية موضع احترام وتقدير المتابعين للمشهد الثقافي والمنتج الإبداعي، وهم يستحقون ذلك لأنهم جعلوا القصة القصيرة فناً سورياً بامتياز، وأخلص معظمهم لهذا الفن الرفيع منذ ثلاثينات القرن العشرين حيث أخذت القصة بالظهور ثم باعتلاء المنابر على الرغم من أنها ليست فناً منبرياً أو جنساً قابلاً لمزاحمة الشعر في عقر داره لكن تأثير العصر وروحه التجديدية مكّنت الرواد من التسلل إلى المنابر، ومن ثم إلى إثبات الذات واحتلال المكان اللائق.
هل نجحت الرواية السورية في الدخول إلى قلب القارىء؟
قد تكون الرواية بشكلها المعاصر وبقواعد إبداعها حديثة عهد عندنا نحن العرب وهي البنت الشرعية لعصر النهضة العربية التي شقت طريقها مع تلك الدعوات التنويربة والثورية الهادفة لاستعادة الهوية المستلبة والانتماء المفروض.
وقد ارتبط كل ذلك بحركة التعريب في مقابل التتريك، فتصدى الشعراء ثم الأدباء على مختلف أجناسهم الأدبية لإحياء العربية لغة للإبداع ومحاكاة الأمم والشعوب الحية بالقصة والرواية والمسرح وكل الفنون الحديثة ومدارسها الاتباعية والإبداعية والرمزية وغير ذلك.
وهنا أجزم أن القارئ العربي وجد الكثير من ضالته في النص النثري الرواية أو القصة بعدما شهد المشهد الشعري تطورات مهمة جداً على تصعيد التجديد في شكل القصيدة وخروجه عن التقليد إلى التجديد في الشكل والمضمون.
وصارت أسماء الأدباء الروائيين في الصدارة على ألسنة المثقفين كبديع حقي وعبد السلام العجيلي وسعيد حورانية وعادل أبو شنب وشوقي بغدادي وغيره من الأدباء الذين ساهموا في الساحة الأدبية بكل ما هو مختلف ومتميز شعراً ونثراً، ووقف حنة مينة مخلصاً للرواية السورية وصار له موقعه المتميز، ووصل إلى قلوب القراء كصاحب كلمة ملتزمة قادرة على اكتساح القلوب والعقول ومثله كثيرون من حيدر حيدر إلى محمد الماغوط إلى حسيب كيالي وياسين رفاعية ووليد معماري وعبد الإله الرحيل وحسن م يوسف والجيل الثالث كما أراه.