الثورة – دمشق – ميساء الجردي:
على طريق المسؤولية الاجتماعية المعاصرة للدولة، نظمت كلية الاقتصاد بجامعة دمشق مع فرع الجامعة للاتحاد الوطني لطلبة سورية، ورشة عمل تعتبر هي الثالثة التي تتناول هذا الجانب المهم من الارتباط الوثيق بين مسؤولية الدولة والدور الأبوي لها والظروف المحيطة.
في تصريحه للإعلاميين أوضح نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور فراس الحناوي أهمية الورشة من حيث الأوراق العلمية التي تقدمها من دراسة للماضي والحاضر والمستقبل والخروج بتوصيات هامة من شأنها تعزيز الدور الاجتماعي للدولة والخدمات التي تقدمها للمواطن.
عميد كلية الاقتصاد الدكتور حسين دحدوح بين ضرورة ما تناوله المحاضرون في الورشة الثالثة التي أقامتها الكلية حول المسؤولية الاجتماعية للدولة وأبعادها ومنعكساتها الاقتصادية على المجتمع ككل، وخاصة أنه تم تقديم بعض المقترحات العلمية التي تعزز المخرجات لدى الفريق الاقتصادي بشكل كامل على مستوى الدولة.
وبين دحدوح أن ورقته العلمية حول المسؤولية الاجتماعية للدولة تركز على السياسات العامة والبنى المؤسساتية وتحقيق العدالة الاجتماعية والضمان الاجتماعي، وخاصة في الأمور المتعلقة بالصحة والإسكان والتعمير، ومتطلبات تعزيز هذا الجانب، إضافة لتقديم مقترحات ضمن هذا الاختصاص.
الدكتور رسلان خضور- كلية الاقتصاد بجامعة دمشق- ركز في محاضرته على نسبة الإنفاق والدعم الاجتماعي في سورية قبل الأزمة وفي الوقت الحالي، وتأثير ظروف الحرب والحصار الاقتصادي على هذه النسب التي أصبحت ضعيفة جدا وتنذر بالخطورة.
وأكد من خلال المحاور الأربعة التي قدمها بخصوص دلالات وأهمية الدولة في تحقيق المسؤولية المجتمعية والمجالات التي تمارسها لهذا الدور، وكيف يكون ذلك مع التغيرات التي حدثت على ضرورة رفع نسبة الإنفاق الاجتماعي في سورية مقارنة بالدول المتقدمة، وخاصة أن هناك مجالات كثيرة للإنفاق الاجتماعي والتي يجب أن تتحلى به أي دولة لأن المسؤولية الاجتماعية جزء منها.
عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق أكد في تصريحه لـ “للثورة” أن الحديث حول المسؤولية المجتمعية أمر في غاية الأهمية، وخاصة أن هناك شركاء من مختلف القطاعات من غرف التجارة ورجال الأعمال إلى جانب الدولة، ومنهم غرف التجارة التي كانت منذ القدم تقوم بهذا الدور بأشكال متنوعة، فعلى سبيل المثال كان لغرفة التجارة دور في جر مياه الفيجة إلى دمشق إيمانا منها في تحقيق هذه المسؤولية.
ولفت إلى وجود أوجه مختلفة لهذا الموضوع إضافة إلى ما يسمى التعاون الاقتصادي، فالمسؤولية المجتمعية هي عبارة عن عدوى ومن الضروري خلق الجو والفرصة المناسبة لها لانتشار هذه العدوى لدى أصحاب رؤوس الأموال وخلق ثقافة خاصة بها وإيجاد أشخاص ينقلون هذه العدوى من جيل إلى جيل لتحقيق المساعدة الاجتماعية بأمور كثيرة لها أثر كبير على الأرض.
الأستاذ بكلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور أيمن ديوب تحدث حول طريق المسؤولية المجتمعية للدولة المعاصرة ومتطلبات تعزيز هذه المسؤولية من خلال مقارنة لهذا الأمر في سورية قبل الحرب وبعد الحرب، حيث إن سورية تبنت اقتصاد السوق الاجتماعي في عام 2006، وسورية ذات مسؤولية مجتمعية وذات نموذج استقلال وطني واتخاذ القرار فيها وطني بكل مهنية، وعليه فإن مناقشة هذا الأمر الآن ضرورة ملحة.
وأشار على بعض الإطارات المتعلقة بتعزيز القيم الموجودة بالمجتمع السوري الراسخة، مثل التعاون والعمل الجماعي وتشجيع الإنسان على أن هذه المسؤولية واجب وطني وأخلاقي قبل كل شيء.