لا عجب بتقليد سنوي مكرور بطريقة استفزازية لاجتماعات ومحاضر وتوجيهات بضرورة اعتماد أسلوب جديد في تسويق الحمضيات ..
و من يتابع هذه الاهتمامات الخلبية يصل إلى قناعة خلبية أيضاً بأن تسويق الحمضيات هذا العام سيحقق قفزة في المجهول ..
فعلاً “مجهول ” مصير حمضياتنا الذي يتجاوز إنتاجنا منها هذا العام 800 ألف طن .. ومعاناة الفلاحين من طريقة التسويق و الأسعار التي لا تتماشى بالمطلق مع ارتفاع تكاليف الإنتاج ..
السورية للتجارة بطرطوس أعلنت عن تصدير أول براد محملاً ب30 طناً إلى العراق الشقيق و الأمل أن يصل التصدير إلى 30 براداً .. يعني تصدير 3000 طن ..
ماذا يشكل هذا الرقم قياساً بالإنتاج الذي يتجاوز 800 الف طن ؟!
مزارعون كثر يتلفون الإنتاج .. و البعض يطعمه للحيوانات .. و البعض الآخر يتركه على أمه ليتساقط بشكل حزين ليشكل منظراً محزناً و مخزياً لهذا المحصول الاستراتيجي الذي عجزنا عن استغلاله بالطريقة المثلى عبر إحداث معامل عصير تستوعب هذه الكميات من الإنتاج ..
هناك خيوط مخفية وراء ذلك و البعض إما جهلاً أو قاصداً لا يريد لهذا المحصول أن يحقق قيمة مضافة سواء للفلاح أو للاقتصاد الوطني ..
الوضع لم يقف عند حدود الحمضيات بل يتعداه إلى أبعد من ذلك من محاصيل أعتقد تستحق لقب محاصيل استراتيجية و التي عجزت الجهات المحلية حتى الآن من تسمية أو اعتماد محصول يطلق عليه ” استراتيجي ” بطرطوس و ذلك حسب توصيات سابقة ..
الشكوى عامة .. المواطن يئن من ارتفاع أسعار معظم المواد والمنتجات مقارنة مع دخله.. و الفلاح يشتكي من ارتفاع تكاليف الإنتاج و عدم دعم الإنتاج الزراعي بطريقة تحقق الفائدة و تخفض التكاليف الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المنتج والمستهلك ..
الأمر بات بحاجة إلى حك ” الرأس ” و التعامل الجدي مع هذه المواضيع و عدم الاختباء وراء الاجتماعات و التوصيات و الهمروجة المكرورة سنوياً ..
الخير كثير في وطننا .. فقط نحتاح إلى حسن إدارته و مداراة النعمة .. و هذا يكون بإدارة وطنية شعارها المصلحة العليا للوطن، و ليس اتباع نظام مزارع شخصية جداً جداً ..