الملحق الثقافي- غسان شمه:
يؤكد الباحثون والمختصون اليوم أن الأمم الراغبة والجادة في مسيرها نحو المستقبل لا بد لها من اعتماد العلم كمنهج تفكير وحياة، يتم بالاستناد إليه التخطيط العقلاني المنظم من أجل تطور المجتمع وبالتالي اللحاق بطور الحضارة والحياة التي تسير بسرعة كبيرة على مستوى التقنية والتكنولوجيا.. في حين يبدو اليوم وبشكل واضح أن الأمم التي لا تمضي على هذا الطريق تسير نحو الماضي..؟!
حقيقة في بحث سريع حول الأموال التي تخصص للبحث، بمختلف أشكاله، في الدول العربية يجد المتفحص أن النسب التي تخصص لهذا الميدان، من الموازنة العامة في الدول العربية، تكاد تكون قريبة من نسبة صفرية في بعض الدول، وأكثر بقليل في بعضها الآخر. وعلى ذلك فإن المنتوج العلمي، أو الحضاري بوجه عام، يكاد يكون معدوماً في معظم الدول العربية، وهذا يؤكد حقيقة واحدة أن أمتنا هي واحدة من بين الأمم التي تقيم باستمرار في ميدان الاستهلاك، وهذا يجعلنا، بشكل أو بآخر، عرضة للإنتاج الغربي، بكافة أشكاله، ما يجعل عقول أبناء أمتنا خاضعة للمنتج الثقافي والفني وآثارها المختلفة على مجتمعاتنا، ناهيك عن الإنتاج التكنولوجي الذي لا نعرف في ميدانه سوى ما يصدر إلينا..
وما يظهر من عقول عربية، تتمتع بالعبقرية، وقادرة على الإنتاج في ميادين مختلفة يؤكد أننا يمكن أن ندخل تلك الحقول حين نقرر بإرادة خاصة وتصميم ممول بما نمتلك من إمكانيات مادية لو عرفنا كيف نستغلها لكنا، ربما، دخلنا في دائرة الفعل الحضاري ومضينا نحو المستقبل بشكل أفضل..!
تخيلوا اليوم ذلك الحديث الذي يتناقله المختصون عن تطور العلوم الحديثة في اليابان حيث يجري بعض العلماء تجارب على تنويم النباتات، ويقوم علماء نفس باختبار إمكانية الإيحاء لشخص نائم بحلم محدد. إلى أين يمضون؟!
وختاماً لا بد من الإشارة إلى الجهود المتواصلة للجمعية الكونية السورية المتواصلة منذ 44 عاماً بإدارة الأستاذ فايز فوق العادة والتي تقدم موضوعات لها خصوصيتها وأهميتها مساء كل أربعاء في ثقافي «أبو رمانة»، ومنها كانت بعض القطوف السابقة.
العدد 1171 – 12 -12 -2023