خميس بن عبيد القطيطي- كاتب من سلطنة عمان:
يكمل العدوان الصهيوني البربري على الأشقاء في قطاع غزة الأسبوع العاشر ومازال العالم يتفرج على هذه الجريمة في ظل حالة عجز عالمي لم يسبق لها مثيل وحصار إجرامي مدعوم من قوى الإرهاب العالمي وإبادة جماعية للأبرياء من أطفال ونساء ومدنيين عزل انقطعت عنهم كل سبل الحياة وهجمات موازية للعدو الصهيوني على مدن الضفة الغربية واعتقالات بلغت أكثر من 6000 آلاف منذ بداية العدوان بينما تجاوز الشهداء أكثر من 18500 شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال وأكثر من 10000 مفقود تحت الأنقاض بعضهم يئن ويصرخ تحت الركام في ظل نقص لمعدات الدفاع المدني ومعوقات على الأرض تضاعف صعوبة الإنقاذ وخروج المؤسسات الطبية عن الخدمة مع الحصار المفروض على المشافي واستهدافها والقصف المستمر للبنية الأساسية التي دمرت بشكل تجاوز نصف القطاع مع استهداف لمختلف جوانب الحياة الإنسانية من مخابز ومساجد ونقاط مياه ومؤسسات الأونروا وإغلاق جزئي لمعبر رفح في مشهد كارثي يتطلب هبة عالمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة إخراج بعض المصابين الذين تجاوز عددهم 50000 في حالة لم يشهدها التاريخ بينما تواصل واشنطن منح الضوء الأخضر للكيان المجرم اللقيط لاستكمال جريمته بعد استخدام فيتو الباطل بالاعتراض على قرار وقف إطلاق النار لدواع إنسانية حسب المادة 99 للأمم المتحدة فإلى أين يسير هذا الصلف وهذا العدوان البربري النازي بتحالف الشيطان وهو يستفرد بقطاع لا يتجاوز مساحته 365 كم مربع؟!
الموقف العربي البائس الذي لم يستطع حتى الآن ورغم المناشدات أن يقدم شيئا في هذه القضية وكأن ما يحدث في فلسطين لا يعني هذه الدول العربية التي اجتمعت في قمة عربية إسلامية استثنائية بعد أكثر من شهر على العدوان جمعت 57 دولة كانت عاجزة عن تقديم أي شيء وهي تشاهد الحملة الصهيونية البربرية على الأبرياء، ونحن هنا إذ نوجه الخطاب للنظام الرسمي العربي نقدم البينة التاريخية على هذا الخذلان وعدم الالتزام بالمسئوليات الإنسانية والعروبية مع العلم أن انكسار شوكة المقاومة (لا قدر الله) سوف يأتي على هذه الدول وفقا للمشروع الصهيوني (إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل) ولكن المقاومة الباسلة اليوم لا تدافع عن فلسطين ومقدساتها فحسب بل تنسف مشروع إسرائيل الكبرى حيث يعتقد العرب أن الخطط التنموية والمشاريع الاقتصادية المشتركة مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أهم مما يحدث على أرض فلسطين من مجازر وتتوخى هذه الدول القفز إلى مصاف القوى العالمية متجاهلين حقيقة أن هذا العدو وشريانه الشيطاني يرسم أهدافاً خبيثة للدول العربية عموما فمتى ستهب هذه الدول وتدافع عن نفسها على خط الدفاع الأول فلسطين؟!
لم تشرع العديد من الدول بالدفاع عن فلسطين وفقا للمادة الثالثة من ميثاق الجامعة العربية الذي يلزم الدول العربية بالتصدي لأي عدوان أو استهداف محتمل لأي دولة عربية، والمصيبة الأخطر أن اتفاقيات الاستسلام التي وقعتها بعض الدول العربية مع هذا الكيان الإرهابي المجرم تعتبر خط الدفاع الأول عن الكيان الصهيوني وتنتهك سيادة هذه الدول وإلا فإن ما حدث في 7 أكتوبر يمكن أن يتكرر على مختلف الجبهات العربية وهناك الالاف والملايين من أبناء الامة مستعدين للتضحية والدفاع عن فلسطين.
اليوم تتجسد قمة المأساة والكارثة في قطاع غزة وإن لم يهب العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لن يبقى في هذا القطاع نسمة تتنفس الهواء بعد إغلاق وانقطاع كل سبل الحياة ولكن بالمقابل فإن المقاومة العظيمة تقدم اليوم ملحمة من الصمود وتقدم الدروس للعالم وتحقق إنجازات وملاحم بطولية تجسد حقيقة القضية وتمسكها بمشروعها لذا لن تخذل ولن تنكسر وستذيق بني صهيون المذلة والخزي والهزيمة.
* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم
السابق