الثورة:
فجرت دراسة حديثة مفاجأة عندما اتهمت التدخين بأنه أحد الأسباب المحتملة للإصابة بمرض ألزهايمر، الذي طالما حير العلماء.
وذكر الفريق البحثي أن التدخين من المحتمل أن يؤدي إلى انكماش حجم الدماغ ويتسبب في شيخوخة الدماغ قبل الأوان.
ويسعى الباحثون، في الدراسة إلى تفسير سبب تعرض المدخنين لخطر كبير للتدهور المعرفي المرتبط بالعمر ومرض ألزهايمر.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يمنع المزيد من فقدان أنسجة المخ، ولكن لا يعيد الدماغ إلى حجمه الأصلي.
وقالت كبيرة الباحثين : “حتى وقت قريب، تجاهل العلماء آثار التدخين على الدماغ، ويرجع ذلك جزئيا إلى أننا ركزنا على جميع الآثار الرهيبة للتدخين على الرئتين والقلب”.
فقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن التدخين وصغر حجم الدماغ مرتبطان، لكنهم لم يتأكدوا أبدا من المسبب، خصوصا في ظل وجود عامل ثالث يجب أخذه في الاعتبار وهو الوراثة.
وفي الدراسة، حللت البيانات المستمدة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات طبية حيوية متاحة للجمهور تحتوي على معلومات وراثية وصحية وسلوكية عن نصف مليون شخص، معظمهم من أصل أوروبي.
وخضعت مجموعة فرعية تضم أكثر من 40 ألف مشارك في البنك الحيوي في المملكة المتحدة لتصوير الدماغ، والذي يمكن استخدامه لتحديد حجم الدماغ.
وفي المجمل، حلل الفريق بتحليل بيانات غير محددة عن حجم الدماغ وتاريخ التدخين والمخاطر الجينية للتدخين لدى 32094 شخصا.
وثبت أن كل زوج من العوامل مرتبط ببعضه البعض: تاريخ التدخين وحجم الدماغ، المخاطر الوراثية للتدخين وتاريخ التدخين، والمخاطر الوراثية للتدخين وحجم الدماغ.
وعلاوة على ذلك، فإن الارتباط بين التدخين وحجم الدماغ يعتمد على الجرعة، فكلما زاد عدد علب السجائر التي يدخنها الشخص يوميا قل حجم دماغه.
وعندما تم أخذ العوامل في الاعتبار معا، اختفى الارتباط بين الخطر الوراثي للتدخين وحجم الدماغ، في حين بقي الارتباط بين كل من هذه العوامل وسلوكيات التدخين.
وباستخدام نهج إحصائي يعرف باسم تحليل الوساطة، وجد الباحثون أن الاستعداد الوراثي يؤدي إلى التدخين، ما يؤدي إلى انخفاض حجم الدماغ.