بعد منع الضرب في المدارس.. لماذا لا يكون السلوك مادة مرسّبة؟

الثورة – دمشق – حسين صقر:

من المعروف أنه كان لقرار منع الضرب في المدارس أثر إيجابي على نفسية الطالب والمعلم معاً، أياً كانت المرحلة التي يدرسها ذلك الطالب ويمر بها، ونشأت بين الجانبين علاقة حميمية عرف كل منهما عبرها ماله وما عليه، ولاسيما الطالب الملتزم الذي يحترم نفسه والآخرين، ويدرك خطورة السلوك السيئ وعدم الالتزام أثناء الدرس، وعدم تأديته لواجباته من وظائف ودراسة وتحضير، وما هنالك من عوامل أساسية تسبب له النجاح والتفوق.

الضرب ليس وسيلة للتعليم
قرار منع الضرب دائماً وأبداً له تلك الإيجابيات، ولن يكون غير ذلك، خاصة وأنه كما يقال: الضرب يؤلّم ولا يعلّم، فضلاً عن أنه يتسبب بمشكلات نفسية تنفر الطالب من المدرسة والمدرس، وتبعده عن أجواء التعليم، كما أنه يذهب حين تطبيق الضرب الصالح بالطالح، وتصبح العقوبة جائرة لكثير من الطلاب، ولاسيما متوسطو الاجتهاد والالتزام.
لكن سرعان ما اتخذ قرار منع الضرب مساراً آخر لعدم استخدام البدائل الصحيحة عنه، وأضحى بعض الطلاب متمردين لا يحترمون أساتذتهم، وفوق ذلك يتسببون لهم بالعقوبات المادية والمعنوبة من التربية، واتضح أن التربية أصبحت لجانب التلميذ أو الطالب أكثر منها لجانب المدرس، وهو ما أثار ضجة عارمة بين الأوساط التعليمية والاجتماعية والتربوية، وتحولت العلاقة بين المدرس والطالب في بعض الأحيان إلى علاقة تحد، واندرج ذلك إلى بعض العائلات الذين يخشون على مشاعر أبنائهم، بينما لا تعني لهم مشاعر الأستاذ شيئاً، بل ويدافعون عن أولادهم حتى لو كان ذلك على خطأ.

جعل مادة السلوك مرسّبة
وفي إطار ذلك قال أحد المدرسين لـ “الثورة”: أنا أكره الضرب ولم أشجع عليه، لا عندما كنت طالباً، ولا عندما أصبحت مدرساً، لكن مع كل أسف أصبح بعض الطلاب يتصرفون عن قصد كي يستفزون المعلم، لأنهم يعلمون أن القانون لمصلحتهم، في الوقت الذي يجب استخدام بدائل الضرب بشكل واسع وأن تصبح فيه مادة السلوك مرسبة كمادة اللغة العربية في المرحلة الثانوية، أو كمادتين لم يحصل بهما الطالب في الامتحان النهائي على ربع العلامة.
فيما أردفت مدرّسة أخرى بحديثها: لا يجب مراقبة السلوك وحسب، بل يجب أن تكون هناك مادة اسمها السلوك تبدأ من المرحلة الابتدائية وترافق الطالب حتى انتهاء مرحلة التعليم الثانوي، وأن تكون بالفعل مادة مرسبة لمن لا يجتازها سلوكاً وممارسة وقراءة وتحضيراً، لعل وعسى يعود للعملية التربوية هيبتها وللمعلم مكانته، وأن لا تقبل الواسطات والمحاباة أثناء تقييم سلوك الطلاب المشاغبين، وذلك كي يكونوا عبرة لغيرهم.
من ناحيته عبر مدرس آخر بالقول: لماذا لا ينفق الناس على أبنائهم على تعليم السلوك الحسن والتربية الصحيحة، كما ينفقون على تعليم الرياضيات والفيزياء واللغات وباقي المواد، موضحاً أن التربية تخلق شخصاً متعلماً يعرف ماله وما عليه، والتربية والتعليم يكملان بعضهما البعض.

السلوك يبدأ من المنزل
وفي هذا الخصوص قالت المرشدة النفسية رشا القاضي: يختلف اختصاصيو التربية حول إيجابيات وسلبيات ضرب الطلاب سواء في المدارس أو المنازل، حيث يقول البعض: إن الضرب عقاب لا طائل من ورائه، لكنه يسبب إهانة وضرراً نفسياً، ويدمر الفهم، ويجعل الطالب أو التلميذ آلة لا يمكنها تنفيذ الأوامر إلا بعد تلقي فعل الضرب، بينما اعترف فريق آخر بأن الضرب ضروري وله فوائد كبيرة لكن الضرب مشروط ولن يضر به، ويحدد هؤلاء أسلوباً محدداً لتأديب الطلاب من دون الإضرار بأي وضع بدني أو عقلي، وذلك من خلال أن يكون الوالدان مثالاً يحتذى لأبنائهم، وأن يحيطوه بالآداب الصحيحة حتى يطيعهم ويسير في الطريق الصحيح من دون أخطاء، لأن مثل هذه الآداب غير موجودة، مع كل أسف في الكثير من العائلات التي تعطي أولادها أكثر من حقوقهم، وتراعي مشاعرهم على حساب أحاسيس الغير أصدقاء ومدرسين وجيران وأقارب وغير ذلك.
وأضافت: أصبح العالم غير موحد، واحتمالية الوقوع بالخطأ كبيرة نتيجة التلقي الكثير على وسائل الإعلام والاتصالات المتنوعة، ومن ناحية أخرى يجب أن يتبين الأهل سبب العقوبة من المدرس قبل أن يصطفوا بجانب ابنهم ويجيشوا العالم ضد هذا

المدرس أو الموجه أو المدير أو ذاك.
وبينت القاضي أنه لا ينبغي اعتبار الأطفال غير مخطئين، بل كأشخاص يرتكبون الأخطاء، وبالتالي فالتأديب هو شيء تدريجي قبل الاعتداء أو العنف، ولكن ما نلاحظه مع كل أسف أن بعض الآباء يبدؤون بالعنف ثم يلجؤون للأساليب الأخرى، بينما يجب أن يكون العكس، موضحة أن تأسيس الطفل يبدأ من المراحل الأولى وهو قادر على التواصل ويقبل التلقين، وكما يرى يفعل، والتجارب والأمثلة كثيرة.

وأكدت على ضرورة أن يكون هناك مادة للسلوك كاللغة العربية والرياضيات والتاريخ والعلوم وأن تكون مادة مرسبة يخضع فيها الطالب لامتحانين عملي ونظري، بالتالي تبقى وجهات نظر.. وما على الجهات المسؤولة إلا الأخذ بعين الاعتبار تلك الوجهات ودراستها وتقييمها وتطبيق الأفضل منها.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة