الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قال محللون إن القرار الأخير الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، والذي تم تمريره بأغلبية ساحقة هو مقياس مهم للقلق العالمي بشأن الأزمة الإنسانية الأليمة في قطاع غزة، ويشير إلى أن الولايات المتحدة أصبحت معزولة بشكل متزايد في دعمها لإسرائيل. ودعا القرار إلى مزيد من المساعدات الإنسانية والوساطة السياسية والدبلوماسية لتجنب امتداد الصراع.
ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي على قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية بأغلبية 153 صوتاً مقابل 10 أصوات وامتناع 23 عن التصويت. ولم تنضم أي من القوى الكبرى إلى “إسرائيل” والولايات المتحدة في معارضتها للقرار.
وأعرب القرار، الذي تقدمت به مصر نيابة عن الدول العربية، عن القلق البالغ إزاء الوضع الإنساني في غزة، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، كما دعا الأطراف كافة إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتوفير الحماية الفعالة للمدنيين والإفراج الفوري عن جميع الرهائن.
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، وفقاً لبيان من الموقع الالكتروني للممثل الدائم للصين، إن بكين رحبت بتمرير القرار، وقالت إنه يعكس إرادة المجتمع الدولي ويجب تنفيذه بشكل كامل وفعال.
لقد وصلت الكارثة الإنسانية في قطاع غزة إلى نقطة تفوق الوصف، ويجب عدم السماح لها بالتفاقم.
وقال تشانغ إن وقف إطلاق النار هو الأولوية القصوى، ويجب على المجتمع الدولي أن يجعل من الوقف الفوري لإطلاق النار هدفه المشترك والأمر الأكثر إلحاحاً.
وأضاف تشانغ أن الصين ستواصل القيام بدور مسؤول في بذل جهود متواصلة لاستعادة السلام وإنقاذ الأرواح وتخفيف الوضع الإنساني.
وجاء التصويت في وقت يتزايد فيه عدد الضحايا في غزة يومياً، وأدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 18 ألف فلسطيني وإصابة 50 ألفاً، وتشريد أكثر من 80 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام.
وفي تشرين الأول الماضي، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً قراراً يدعو إلى “هدنة إنسانية فورية ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية” بأغلبية 121 صوتاً مقابل 14 صوتاً معارضاً، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ويظهر التصويت بأغلبية ساحقة لصالح القرار أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” تواجهان دعماً ضئيلاً وضغوطاً معنوية في الوقت الذي تواصل فيه “إسرائيل” عملياتها العسكرية في غزة والتي تسبب أزمة إنسانية متدهورة، كما قال ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط في شنغهاي لصحيفة غلوبال تايمز.
وخلافاً لتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن القرارات التي يتخذها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لديها القدرة على أن تكون ملزمة. وقال ليو إنه بسبب الولايات المتحدة، تجد الأمم المتحدة صعوبة في التحرك بشأن القضية الفلسطينية.
وفي 8 كانون الأول الجاري، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مرة أخرى في إصدار قرار بشأن القضية الفلسطينية يدعو أيضاً إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد الاقتراح.
وقال ليو إنه في الوقت الذي تواجه فيه انتقادات وضغوط متزايدة، فإن الولايات المتحدة أصبحت أكثر انحيازاً وتواصل دعم “إسرائيل” في الأمم المتحدة بينما تحثها بصوت عال على “تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.”.
وقال بايدن: “إن إسرائيل تفقد الدعم بسبب قصفها العشوائي لغزة، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجب أن يتغير.”، في تناقض صارخ مع خطابه السابق الداعم لنتنياهو.
ووفقاً للمحللين، هناك الآن فرصة ضئيلة لأن توقف “إسرائيل” عملياتها في غزة لأن إدارة نتنياهو تريد إعادة تشكيل النظام بالكامل في غزة.
وقال ليو: “إنه يتعين على المجتمع الدولي والولايات المتحدة ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل ويجب محاسبة الناس على أي أعمال تنتهك القوانين الدولية.”، مشيراً إلى أنه ينبغي تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لتخفيف النقص في الضروريات اليومية في غزة، وأن الوساطة الدبلوماسية ضرورية أيضاً لتجنب امتداد الصراع.
المصدر- غلوبال تايمز