شعبان احمد
ورقة اللاجئين السوريين الذين أجبرتهم الممارسات الإرهابية للتنظيمات الانفصالية والمتطرفة المدعومة والممولة من قبل أنظمة حاقدة ما زالت تتصدر المشهد لاستغلالها سياسياً وتوظيف هذا الملف الإنساني لأغراض سياسية كوسيلة ضغط على الحكومة السورية التي اعتبرت عودتهم الكريمة لوطنهم من ضمن أولوياتها وهدفاً اساسياً من خلال تسهيلات من شأنها توفير العودة الآمنة والكريمة لهم يقابله سياسة لدول غربية عنصرية لمواصلة توظيف هذا الملف الإنساني لأغراض سياسية مطعمة برائحة الإرهاب المتعدد الأشكال والأنواع التي مارسته على مدى 12 عاماً ضد سورية من خلال تنظيمات إرهابية مارقة على الإنسانية و القيم الأخلاقية التي يتغنى بها “نظرياً” ميثاق الأمم المتحدة و منظماته المسيسة.
سورية التي استضافت على مدى عقود لاجئين من بلدان عربية و أوروبية و كانت لهم ملاذاً آمناً وموطناً للعيش الكريم انطلاقاً من إيمانها بمبادئ الإنسانية و قواعد القانون الدولي واحترامها لمواثيقه تعرضت إلى ابشع حرب إرهابية شهدها التاريخ الحديث أدت إلى تدمير بناها التحتية وزعزعة استقرارها و تدمير المنجزات التنموية الأمر الذي أدى إلى دفع بأعداد كبيرة من السوريين اللجوء إلى دول أخرى هرباً من ارهاب التنظيمات الإرهابية الممولة من قبل النظام الأميركي الذي ساهم حصاره الجائر و إجراءاته القسرية أحادية الجانب إلى زيادة معدلات اللجوء و النزوح ..
ان الممارسات السلبية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في بعض الدول بما فيها من عنصرية وخطاب كراهية و إجبارهم على التوقيع على قبولهم لمواقف لا تنسجم مع قناعاتهم السياسة أو الإنسانية تمثل أعلى درجات العنصرية و الإرهاب التي تمارسها هذه الدول المارقة على الشرعية الدولية و تتناقض مع المسؤوليات والالتزامات “النظرية” لتلك الدول.
سورية التي بذلت خلال السنوات الماضية جهوداً كبيرة لعودة اللاجئين من خلال اتباع نهج التسويات و المصالحات المحلية واتخاذها إجراءات و تسهيلات من شأنها توفير العودة الكريمة لكافة اللاجئين السوريين للمساهمة لإعادة الإعمار ستسمر بهذه السياسة و ستواجه سياسة الدول الغربية التي تعمل من خلال المنظمات الدولية المسيسة إلى بقاء هذا الملف مفتوحاً ليبقى ورقة ضغط على الحكومة السورية.
السابق