الثورة – طرطوس – تحقيق ربا أحمد:
وصف تجار سوق الهال في طرطوس عملية تسويق الحمضيات بالمتردية نتيجة قلة الطلب بالسوق قياساً بالكميات المعروضة، ما أدى بدوره إلى تدهور الأسعار، فتراوحت الكرمنتينا بين 2000- 4000 ليرة وأبو صرة بين 2500- 3000 ليرة فقط، إضافة إلى صعوبة التصدير لدى التجار باعتبار أنها ستمر لعدة مناطق في طريقها إلى العراق.
وأما التصدير إلى لبنان يواجه أحياناً رفض السيارات بحجة الأعطال التقنية كما حدث آخر مرة مع 40 براداً تقل الحمضيات، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل والرسوم العالية جداً لدول الجوار ما يزيد التكلفة، علماً أن هذا الموسم يعتبر أقل جودة من مواسم الحمضيات السابقة بسبب ضعف اهتمام الفلاح به نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.
التحول إلى الزراعات الاستوائية..
من جانبهم أكد عدد من الفلاحين في لقائهم مع صحيفة الثورة أن الكثير منهم حولوا آلاف الدونمات إلى الزراعات الاستوائية هرباً من خسائر الحمضيات والخضار، فالأسعار غير مقبولة ولا تحصّل بعضاً من تكلفة إنتاجه ونقله، ومنذ عامين لم يحصل الفلاح على سماد البوتاس أو اليوريا، والعبوات ارتفعت أثمانها بشكل كبير، ووصل سعر صندوق الفلين إلى ثمانية آلاف ليرة، والبلاستيك الصغيرة إلى 3 آلاف، وسماسرة سوق الهال يتقاضون 7% من الفلاح، بينما الأسعار تعط هامش ربح لم يتجاوز 500 ليرة.
معتبرين أنها كارثة حقيقية لمحصول المحافظة الاستراتيجي، مستغربين عدم البدء بتنفيذ معمل الحمضيات إلى اليوم، وأن ما يحصل لمصلحة تجار كبار على حساب الفلاح، لأن هذا المعمل كان يشكل حلاً لمشكلة كبيرة كحال معمل السكر في منطقة زراعة الشوندر السكري ومعمل الأجبان والألبان في مناطق تربية الأبقار والماعز.
أسعار السورية للتجارة منخفضة..
وعن دور المؤسسة السورية للتجارة أشار الفلاحون إلى أن المؤسسة تفرز البضاعة لديها وتشتري الاكسترا والنخب الأول والثاني فقط، ويوجد خيار وفقوس باختيار الفلاحين، إضافة إلى أن أسعارهم منخفضة ولا تتناسب مع أسعار السوق، مطالبين بفتح باب التصدير لأن السوق المحلية عاجزة عن استيعاب كامل الإنتاج.
مدير التسويق في اتحاد الفلاحين بطرطوس مصطفى مالك أكد أن فرع المؤسسة السورية للتجارة يعتبر حلاً حقيقياً كونه المؤسسة مسؤولة عن النقل والعبوات ومن دون سماسرة سوق الهال، وبالتالي سيتجاوز سعر الكيلو 3000 ليرة، مشيراً إلى تواصل الاتحاد مع الفلاحين وإخبارهم بأهمية التسويق عن طريق السورية للتجارة ولكن معظمهم يفضل أسواق سوق الهال.
ولفت إلى أن موسم الحمضيات يحتاج للدعم، سواء السماد أو السقاية أو النقل والتسويق لأن الفروق كبيرة بين التكلفة والأسعار وهذا الأمر نتيجة عدم التصدير كون الموسم فائض عن الاستهلاك المحلي.
11 براداً إلى العراق..
مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس محمود صقر أكد أنه إلى اليوم سوّق الفرع 500 طن إلى المحافظات، وصدر 11 براداً إلى العراق يحمل كل واحد منهم 30 طناً، بأسعار 2100 ليرة لـ أبو صرة، و2400 ليرة للكرمنتينا، و2200 ليرة للحامض، و2400 ليرة للبومالي، و2400 للكريفون، بحيث تقوم المؤسسة بنقل المحصول من أراضي الفلاحين وفرزه وتوضيبه.
وعن التواصل مع الفلاحين، أوضح صقر أن الفرع تواصل مع اتحاد الفلاحين وبيّن كيفية استلام المحصول والفرز، إضافة لمطالبة الاتحاد بالتواصل مع الفلاحين، نافياً وجود أي تمييز بالتعامل مع الفلاحين، مشيراً إلى أن السورية للتجارة تسوق الاكسترا والنخبين الأول والثاني، وأما النخب الثالث- والذي غالباً لا يتجاوز 500 -800 كيلو من أصل 7- 8 أطنان فيتم التواصل مع أحد الفروع لإمكانية تسويقه بأسعار أقل ومعظم الفلاحين يوافقون عليها.
وأشار إلى أن فرع السورية للتجارة يسوق الحمضيات منذ عام 2017 ولديه لجان بالحقول وتتواصل مع الروابط والجمعيات الفلاحية، وغالباً ما يتم دفع ثمن المحصول خلال أربعة أيام باليد أو عن طريق المصرف التجاري في حال كان المبلغ المقبوض كبيراً، وذلك وفقاً للقوانين والأنظمة، ولا يوجد أي دين للمؤسسة في هذا الأمر وكل موسم حمضيات تسكر مبالغه معه.
وبالمحصلة.. نجد أن فرع السورية للتجارة لم يصل كمية تسويقها إلى اليوم إلى الألف طن مع برادات التصدير، في حين الإنتاج يبلغ 175 ألف طن، فكيف سيستطيع السوق المحلي تسويق واستيعاب كل الكمية الباقية والكبيرة؟.. علماً أن عدد أشجار الحمضيات بمحافظة طرطوس 3 ملايين و400 ألف شجرة، أثمر منها 4 ملايين و200 ألف شجرة بكمية إنتاج بلغت 175 ألف طن بزيادة 25% عن الموسم الماضي.