الثورة – ترجمة ختام أحمد:
مر شهران منذ أن بدأت “إسرائيل” هجومها الشرس على سكان غزة، قصف متواصل، هجوم بري، وحصار يخنق السكان المدنيين ويتركهم بدون طعام وماء ودواء ووقود، إنها بربرية العصر الحديث في وضح النهار، وتبرر هذه الهمجية والبربرية وقتل الأطفال “بالدفاع عن النفس”.
في الواقع إن ما يحصل في غزة، وحسب القانون الدولي هو إبادة جماعية.
وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة إنه بعد الحرب يجب أن نتحرك بطريقة حازمة ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين”.
ومن الواضح أن هذا ليس ما يدور في أذهان المتشددين في “إسرائيل”، بل هو أبعد ما يكون عن ذلك، فالهدف هو إقامة دولة واحدة، حيث إما أن ينحني الفلسطينيون ويقبلون الحياة كمواطنين من الدرجة الثالثة أو يغادروا البلاد، بالإضافة إلى العدد المذهل من القتلى المدنيين، فقد تم تهجير 80% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة؛ و لجأ أكثر من 1.1 مليون شخص إلى الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين)، ما أدى إلى خلق “ظروف مكتظة ومهينة وغير صحية”، حسبما ذكرت الوكالة.
وآخرون ليس لديهم مكان يلوذون به في الشوارع؛ وقد تعرض أكثر من نصف المنازل للقصف والتدمير، وتستقبل المستشفيات آلاف النازحين والمشردين، ومن بين المستشفيات الـ 36، لا يزال 14 مستشفى فقط يعمل بشكل جزئي، وفي شمال غزة ستة فقط من أصل 24 يتمتعون بالخدمات الأساسية. ويعاني المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة من نقص الوقود والإمدادات الأساسية ويعملان “بثلاثة أضعاف طاقتهما”. ونتيجة لذلك، سيموت الكثيرون بعد وصولهم إلى المستشفى.
وفي محاولة يائسة لوقف قتل المدنيين الفلسطينيين، قام الأمين العام للأمم المتحدة، في 6 كانون الأول، بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة وهو الأمر الذي حدث 4 مرات فقط خلال 75 عاماً، وأعرب عن أمله في إجبار أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر على الاعتراف بعواقب العنف الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين والقيام بشيء لوقفه.
وقال غوتيريش للمجلس الأعلى، إن هناك “خطراً كبيراً من الانهيار التام لنظام الدعم الإنساني في غزة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. ونتوقع أن يؤدي ذلك إلى انهيار كامل في النظام العام، وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر. وأخشى أن تكون العواقب مدمرة على أمن المنطقة بأكملها.
وقد قدمت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة لدواعي إنسانية وكعادتها أمريكا صوتت ضد المشروع, وامتنعت المملكة المتحدة (عضو دائم آخر) عن التصويت ما أدى إلى حجب القرار، وكانت هذه هي المناسبة الرابعة والأربعون (في تاريخ الأمم المتحدة) التي استخدمت فيها أمريكا حق النقض ضد قرارات لحماية “إسرائيل”.
نحن نعيش حقاً في زمن الجنون و الدمار والخداع والازدواجية، لقد حان الوقت لإلغاء مجلس الأمن، إنها هيئة عفا عليها الزمن ولابد من رحيلها، فلا ينبغي لأي دولة بمفردها أن يكون لها الحق في تقرير مصير شعوب أخرى وعرقلة إرادة الأغلبية الساحقة من هذه الشعوب وحرمانهم من فرصة السلام ( فلسطين مثالنا الحالي).
يجب إيصال المساعدات الإنسانية، السلام والحرية والعدالة الاجتماعية، الرحمة أولاً. هذه الشعارات، إذا أرادت البشرية البقاء على قيد الحياة، يجب أن تصبح شعارات العصر.
المصدر – كاونتر بانش