الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
“الصم والبكم” شريحة تخفي خلف إعاقتها مواهب دفينة، وطاقات كامنة تحتاج لصقلها ومساعدتهم في بلورتها، وهذا ما تعمل عليه جمعية الصم والبكم في حمص، فقد نظمت معرضاً بالتعاون مع فرع حمص اتحاد الفنانين التشكيلين في صالة الاتحاد بعنوان “حكاية تحدي” بحضور عدد من المعنين والمهتمين.
وأشار عضو مجلس اتحاد الفنانين التشكيلين محمد طيب حمام لـ “الثورة” إلى أنها التجربة الأولى من نوعها في حمص وبأنها غريبة، فقد تواصلت جمعية الصم والبكم مع الاتحاد وتمت الاستجابة، فمستوى اللوحات جيد وتضمن المعرض مستويات عالية أبهرتنا، ونحن كاتحاد نشجع هكذا تظاهرات وندعو باقي الجمعيات والمؤسسات للتواصل معنا وتنظيم المعرض بهدف تشجيع الثقافة ضمن البلاد وقد غلب على اللوحات قلم الرصاص والفحم فنرى ساعة حمص وجامعة البعث والمسجد الأقصى والعديد من وجوه الشخصيات.
وتحدثت رئيس مجلس إدارة جمعية الصم والبكم وعد باراوي مبينة أنه أسست الجمعية عام ١٩٨٢ وكانت تمارس أعمالها لكن نتيجة الحرب توقفت لعدة سنوات، وعدنا للعمل بقرار وزاري عام ٢٠٢٠، رممنا الجمعية، لتقف على قدميها من جديد، والمعرض أول نشاط للجمعية بعنوان “حكاية تحدي”، ويتحدث عن تحدي كل شخص مشارك بلوحة لكل الصعوبات التي تواجهه.
وأوضحت أنه شارك في المعرض ٤ شباب وطفلان، وتم احتضان اللوحات ودعمهم لنري العالم أن فئة الصم والبكم قادرون أن يفعلوا، وأننا قادرون أن نوصل النور بأيدينا لمسامعنا، وبلغ عدد اللوحات المشاركة أكثر من ٥٠ لوحة، قدمت بمجهود فردي من المشاركين، ولم نستطع مساعدتهم، وقد اكتشفنا لدى الأطفال مواهب، وسنقوم لاحقاً بورشات رسم بمساعدة بعض الفنانين.
وأضافت إحدى مدرسات معهد الصم والبكم سميحة الخطيب: يمتلك طلابنا مواهب مميزة ويمتلك المشارك براء الحولاني موهبة مميزة، وقد تخرج من المعهد عدة فتيات يمثلن تجربة مميزة.
كما التقينا مع بعض المشاركين، إبراهيم الحسن- طالب في كلية السياحة- شارك في المعرض بلوحات تاريخية ورسم العديد من وجوه الفنانين ووجوه أطفال بلوحات معبرة ناطقة، وأشارت والدته بأنها مشاركته الأولى واستعمل الفحم، مبينة مشاركة أخيه التوءم “خليل ” في المعرض، وعند التواصل مع إبراهيم بالإشارة من خلال والدته قال: إنه سعيد بهذه المشاركة ويتمنى أن يقدم أعمالاً أفضل في المرات القادمة، وبأنه لا يمتلك الخبرة وعدم وجود مدرسين داعمين له في مجال الرسم.
أما اليافع براء الحولاني- ١٥ عاماً، فتم التواصل من خلال والدته معه مبينة أنه يرسم منذ عامين بتشجيع من الوسط المحيط، ونحاول مساعدته بتطوير قدراته، ونتمنى أن يكون لدى أولادنا فرصة لإكمال دراستهم.
ميار فاضل- خريجة معهد إعداد مدرسين، اختصاص رسم، عبرت في لوحاتها أن المرأة قادرة أن تتخطى أكبر الصعوبات وهي التي تصنع الحرية، وفي لوحة أخرى نرى خطوط التقدم في السن التي تعبر عن المرارة والعذاب واحمرار العينين يتجسد التعب من خلالها.
ومن بين الحضور الفنان التشكيلي حسين أسد تحدث عن التجربة قائلاً: المعرض مميز ويأخذ طابعاً إنسانياً بالدرجة الأولى، كون المشاركون من شريحة الصم والبكم، وهذه المعارض نادرة، مشيراً إلى أن مستوى اللوحات المقدمة جميل فنياً بشكل عام، والمستويات جيدة والرسومات معبرة، وقد غاب عن المعرض الألوان الزيتية وأغلب المشاركات بقلم الرصاص والفحم عبروا من خلالها عن حسهم المرهف.
أما الفنان التشكيلي فريد وسوف فقال: يتضمن المعرض أعمالاً مميزة استطاع المشاركون التغلب على وضعهم وتحدوا أنفسهم لتخرج هذه الأعمال واللوحات وأغلبها واقعي، ومن بين المشاركين إحدى تلاميذي.