مازن جلال خيربك
إذاً هي نهاية العام.. هو اليوم قبل الأخير منه ليبدأ عام جديد وتبدأ معه رحلة مواجهة مصاعب الحياة التي كان اسمها متطلبات قبل أن تتحول إلى مستحيل يصعب تحقيقه.
في كل الموروثات الشفوية اللامادية والتي تلخّص القصص والأساطير المحكية، نجد مستحيلات ثلاثة تتلخص بالغول والعنقاء والخل الوفي، ومن هنا خرج المثل القائل “من رابع المستحيلات” القيام بكذا..، ونحن بتنا نعيش ذلك من خلال معاناتنا مع الغاز والسكر والمازوت والبنزين والكهرباء والدخل والدواء والمواصلات وسواها.
عام جديد لكن كل الخوف من استمرار تبريرات بعض المعنيين بنقص هذه المادة أو تلك، فالمعضلات والتراخي والفشل يمكن تدويره في عرف هؤلاء.
عناوين جميلة براقة حفل بها عام 2023 ولكن ومع الأسف بقيت عناوين ولم يتحقق غالبيتها العظمى ولن تتحقق وفق وتيرة العمل القائمة، في وقت لا زال المواطن ينتظر بصيص امل بعد أن صبر على الأسوأ وتحمّل الصعوبات لأجل اولاده وبلاده لقناعته بإشراق شمس الغد، ولكن المعادلة اليوم مختلفة تماماً، فالمواطن ينتظر الانفراج بدلاً من التبريرات وإمداده بالمواد واحتياجاته بدلاً من الاجتماعات والأخبار المكرورة عن الاجتماعات!
عام جديد أملنا فيه حياة كريمة ومستقبل أفضل، والحلول عديدة ومتاحة وكثيرة كثرة الوعود والتبريرات، ولكنها تحتاج الإرادة الحقيقية والصدق فالجولات للتمعّن بحوض مائي موجود والصورة في اجتماع لجنة لا يقدم حلاً للمواطن، ولا يحلّ أصلا من المشكلات شيء، فالأمور معقّدة والإهمال والفشل فاقم تعقيدها، فليكن الحل هدية العام الجديد.. وكل عام وبلدنا بألف خير.
التالي