الثورة – طرطوس – لجينة سلامة:
كيف يبدو لك عام 2024، وهل تنظر له من وجهة توقعات المنجمين أم أن لك وجهة نظر أخرى؟
سؤال مشروع محمّل بإشارات استفهام وجّهته للعديد من الأشخاص على اختلاف فئاتهم الاجتماعية وتصنيفهم المهني، وكانت الغاية أن أستشف حجم التأثير الذي يمارسه الفلكيون الكثر عمّا يحمل العام المقبل في جعبته التي تتسع للكثير من الاحتمالات الإيجابية والسلبية.
توقعات تأخذ تأثيراً واضحاً على الكثيرين كباراً وصغاراً، ويحدث أن تنشر حالة عامة تتحدث عن عام مليء بالحظوظ لبعض الأبراج الفلكية والأحداث السعيدة أو عام تحكمه الخسائر والكوارث، وتتباين ردات الفعل كما تتباين الأجوبة التي كانت على قدر واضح من الاختلاف، وذلك أمر طبيعي يرجع إلى اختلاف الاهتمامات والثقافات المنبثقة عن البيئة الحاضنة والمؤثرة والمتأثرة بما يطرح حالياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إلى المعلومة بغض النظر عن صحتها أو دقتها.
الكثيرون عبّروا عن تفاؤلهم بالعام المقبل فيما لمست عند البعض حالة من عدم التفاؤل وعدم التشاؤم ما يسمى بحالة (التشاؤل)، فيما استنكر آخرون طرح السؤال والاستفسار عن رأيهم بالسنة الجديدة، فبالنسبة لهم لا جديد قادم طالما أن الظروف المعيشية الصعبة تنال من مستوى حياتهم ومتطلباتهم التي يعجزون عن تأمينها لأولادهم وعائلاتهم.واختصرت إجاباتهم على أملهم بعام يرفق بحالهم الذي لا يتحمّل التوقعات أو الاحتمالات المتعبة.
وكنت قد طرحت السؤال بهدف الإشارة إلى مدى التأثير الذي يمارسه المنجمون وتوقعاتهم على الأشخاص وكيف يؤثر هذا في أماكن عدة تتعلق باتخاذ قرارات مصيرية قد يجدها البعض صعبة. فيما يستسهلها آخرون.
وبعيداً عن صدقها أو زيفها، وعلى المقلب الآخر كانت لديّ ملاحظة لمستها وهي أن هناك فئة من الشباب تتابع صفحات الفلك والأبراج من باب التسلية والاطلاع ليس أكثر من ذلك، فيما يمسك آخرون عن متابعة ما يتعلق بهذا المجال انطلاقاً من تفاؤلهم بالقادم، ذلك أنه أمر مجهول ولا معطيات تفضي إلى واقع وحال لا يعرفه إلا الله.
خلال لقاءاتنا مع بعض الأشخاص، قالت طالبة جامعية تدرس الحقوق- السنة الأولى: أشعر بذبذبات السعادة قادمة من بعيد لابد أن تصلني، لديّ تفاؤل دائم وأمل كبير بالعام المقبل، فيما يعبّر طالب الفنون الجميلة يوسف شاش عن تفاؤله بما تحمله السنة الجديدة من خير للجميع ولا يعطي من وقته مجالاً للإنصات لأقاويل المنجمين وتوقعاتهم.
بينما تجيب ريم علي طالبة طب أسنان بصيغة مختلفة: “عندما يكون في داخلنا أمل وحب ورضا، يأتي كل ما هو جميل وخير، لا نعوّل على المنجمين وغيرهم ونأمل من الله اللطف بعباده “.
وهو اختصار لإجابة إحداهن م.المصطفى، طالبة جامعية في كلية التربية عندما ضربت بعرض الحائط الكثير من الاحتمالات والتوقعات والتكهنات السلبية بالقول:” أملنا بالله الذي هو كل الخير ومنه البركة والتوفيق”.
وهناك مجموعة من الأشخاص متبايني الأعمار تحدثوا بشفافية، فأوضحوا أنهم يبدؤون صباحهم بمتابعة ماذا يقول برجك اليوم ويدونون ذلك على أوراق جانبية تصحبهم طوال اليوم وهكذا.
أما الدكتورة ابتهاج علي تقول رأيها من وجهة نظر مختلفة تضمنها أبعاداً روحانية وواقعية في ذات الوقت: “لا أتابع المنجمين أو من يتحدث عن الأبراج ولا أتأثر بكلامهم أحترمهم وأقدر أن لهم جمهورهم ويستندون إلى دراسات فلكية، لكنني أرى الحياة بعين الوعي، لا تهمني أرقام السنين بل ما يهمني ما الذي تحققه الشعوب فيها، لذلك من الأهمية بمكان أن نعمل على ذواتنا من الداخل انطلاقا من قناعتنا بأن الطاقة الإيجابية كفيلة بأن توجه البوصلة إلى حيث الاتجاه المناسب.”
تفاؤل مرفق بالأمل
للأمانة أنه وبينما كنت أعدّ للمادة، تصورت أن حالة من اليأس والإحباط والسوداوية ستصلني، لكن الذي وصلني وعبر إجابات كثيرة لم آت على ذكرها كان كافيا للقول: إن استقبال العام القادم بهذه الروح يشكل دافعاً جميلاً للتمسك بالقادم من الأيام، بالاستناد إلى الأمل الذي هو بذرة الاستمرارية وعتبة الانطلاق في أيّ عمل بهدف إنجازه من دون الانغماس في عتمة التكهنات والتي غالباً ما تودي بنا إلى حالات من اليأس.
لقد جاءت الأجوبة على كثير من الأمل بسنة تحمل حلولاً، ولو جزئية لبعض الأزمات التي نعاني منها جميعا.
فها هي مدرّسة لغة انكليزية تقول: إن الإنسان هو من يختار كيف تكون سنته، كذب المنجمون ولو صدقوا، وبالنسبة لها أنها هي من تختار كيف يكون العام المقبل وليس لديها القناعة بأن هناك أعواماً صعبة وأخرى مريحة المشكلة هي في دواخلنا فعندما يكون بخير تكون سنة خيرة، أما الظروف الطبيعية فهي أمر خارج عن إرادة البشر وليس لنا الحق بالحكم على خيرها من غيره، وأتمنى أن ينال الكل حصته من الرضا بهذه السنة وغيرها، لأن الرضا يجلب معه السعادة والصحة والوفرة.ينتهي رأي المدرّسة بالحديث عن الرضا والوفرة والسعادة وهو ما أتمناه للجميع في العام المقبل علينا بالخير والفرج والنعم وراحة البال والاستقرار على جميع المستويات.