واحد وتسعون يوماً والعدوان يحفر أخاديده العميقة في وجه غزة هاشم، شهداء وجرحى بالآلاف وتصعيد غير مسبوق من طغاة العصر وشذاذ الآفاق يستهدف المزيد من أهلنا المنكوبين في أرجاء القطاع التي ضاقت على ساكنيه.
إعدامات ميدانية ومجازر وإبادة جماعية ومسح لأحياء سكنية بمن فيها، والعالم لا يزال واقفاً يراقب بصمت، ويبث بعض التصريحات الخجولة التي لا ترد البرد والجوع والعطش والمرض والموت الذي يحدق من كل حدب وصوب بالأطفال والنساء والشيوخ.
غزة تئن وتستصرخ ما تبقى من ضمير حي في العالم، لإيقاف العدوان النازي الذي طال أمده، ويستمر بشراسة وعشوائية تدمر كل شيء، وبالدرجة الأولى يريد القضاء على المنظومة الصحية لإنهاء أي فرصة أمل للجرحى أو المرضى بالنجاة والحياة.
الكيان الصهيوني يحارب أي فكرة للحياة ضمن القطاع، يريد نشر الموت في أرجاء غزة بشتى السبل والوسائل، بالقصف والتجويع وقتل فرص النجاة والحياة إن توفرت، وصولاً لحرق الأرض ونظرية الإبادة التي تشغل في العدوان الأخير الفكر الصهيوني لتنفيذها في القطاع المنكوب.
الاحتلال يتعمد تدمير المستشفيات بغزة في جريمة حرب وانتهاك سافر لكل القوانين الدولية والإنسانية، ويريد المحتل ألا يزهر ليمون فلسطين وينبت أطفالاً، لذلك تراهم يقتلون الأطفال في رحم أمهاتهم وفي مهدهم وفي الطرقات وتحت الخيام وفي البيوت وفي كل مكان بشتى أدوات الفتك والإجرام في ظل الصمت، وعدم وجود من يردع الجلاد عن ضحيته.
الأوضاع في غزة في غاية الخطورة، وخصوصاً الإنساني منها، بعد نزوح أكثر من نصف أهالي القطاع إلى رفح في ظروف قاسية من انهيار الخدمات الصحية والبيئية وعدم توافر أدنى المقومات المعيشية والحياتية، وعلى المؤسسات الدولية التحرك العاجل للحفاظ على ما تبقى من حياة تترنح في القطاع وما حوله، وإنقاذ من يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
منهل إبراهيم