الملحق الثقافي- هيلانة عطالله:
هل اعتادَ خدُّكَ على اللطمِ ؟
بالتأكيد، لا
ولا تقدرُ أن تنزعَ مخالبَ القدر
لكنك تقدرُ أن تحلمَ
فاجعل حلمَكَ قرمزياً
وإذا جردوكَ من لونِ دمِكَ
فاتركْ بياضَ قلبكَ منسدلاً
على نوافذِ عمرِكَ
وافتحْ جوالكَ على زرقةِ السماء
دون أن تعتذرَ لعتمتِهم
أغلقْ بابكَ على هوائهم العفِن
على الأقل في حلمِكَ
كنْ كما كنتَ قبل أن يخدشوكَ بجبروتهم
كنْ كما كنتَ قبل أن يكسروا مرآةَ وجهِكَ
لا تعاتبْهم، بل في حلمكَ
قلْ كلَّ ما صمّوا آذانَهم عن سماعِهِ
في حلمِكَ اسرحْ وحيداً
في نزهةٍ ليلية
تجرّدْ من جرارِهم الطينيةِ التي
أثقلَتْ كاهلكَ ردحاً من عمركَ
وعندما تصحو اشتغلْ لنفْسِكَ
وتذكرْ
كم طمروا جمائلَكَ بترابِ جحودِهم
لا تقلْ لهم : أحتاجُ أغنيةً
أغانيهم ليست سوى ضجيجٍ
على صفيحِ زيفِهم
لا تعجبْ إنْ صاحبَكَ مزيجٌ
من الحزن والسعادة
ولا تيأسْ من عزلتِكَ
كنْ رفيقَ نفسِكَ
فليس سواكَ يشعرْ بكَ
وإن شعرتَ بحاجةٍ للبكاء
فهدهدْ دمعكَ برفةِ عصفورٍ
أو بنقراتٍ ماطرةٍ على معطفك
وخبّئْ بعضاً من حنينِكَ
إلى الليلةِ القادمة
عساها تأتيكَ بحلمٍ جديد
دعْكَ من هذه المدينةِ
مزقْ صورتَها كوثيقةِ عارٍ
وارمِ بها كمنْ يتبرّأُ
من صاحبِهِ الخائنِ
يا صديقي
وجودُنا ليس سوى ظلٍّ مرتعشٍ
وتأكدْ : سنختفي قبلَ أن يشعروا بنا
العدد 1173 – 9 -1 -2024