الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
يقول أحد الشعراء المتصوفين: لو كان يرجى لماضي العيش مرتجع
لقلت بالله يا أيامنا عودي ..
ودّعنا سنة بكلّ ما فيها ولها، وعليها وكل ساعة كنا نظن أنّ اليوم التالي سيكون أفضل مما سبقه لكننا وربما شعور زائف نكتشف أننا غرقنا أكثر ..ومع ذلك عيوننا ترنو إلى الغد، وهو بكلّ تأكيد الأجمل والأنقى بغض النظر عما يحمل في طياته من مفاجآت على مختلف الصعد.
لكنّ فلسفة الزمن وقانون التطور يقولان إنه لا حركة إلاّ إلى الأمام..قد يزداد سواد الليل، ويشتد قبيل بزوغ الفجر لكن الفجر لا يغير ميعاده يتأخر قليلاً حسب توقيت الزمن لكنه لابد منبلج وقادم.
ونحن نزرع دروب الغد بكل لهفة على يقين أن الزرع لابد أن يؤتي حصاده ربما لا يحصد من زرع لكن سيكون من يحصد وهذه سنة الحياة ..
وتلك المقولة الخالدة (من سرّه زمن ساءته أزمان) ..
هي بوصلة في الحياة ..وتلك هي الأيام نداولها بين الناس ..لنا أيامنا ومرت علينا أيام وننتظر أيامنا من جديد لأننا نزرع بذورها.
العدد 1173 – 9 -1 -2024