علاقـــات العمــــل.. بين الغيرة والحسد والمنافسة

حسين صقر
من المعروف أن الغيرة تحدث عند وجود انطباع للشخص بعدم مساواته مع الآخرين، ويحدث ذلك في العمل والمنزل، وحتى أثناء حضور المناسبات، عندها تتشكل لديه ردات فعل قد تكون قاسية، وتندرج في إطار الغيرة السلبية البعيدة عن المنافسة الشريفة والهادفة، وأول ما يقوم به الإساءة المباشرة أو غير المباشرة للانتقاص من قدر الشخص “موقع الاهتمام”.
الناس بشكل عام بحاجة إلى التنافس لتقديم الأفضل، وقد أظهرت الدراسات أنّ الذين يتمتعون بميزات إيجابية يكونون أكثر عرضة للحسد والغيرة، ولكن في الوقت ذاته يمتلكون مستوى عالٍ من الثقة بالنفس، بينما من لا يمتلكون تلك الميزات يعبرون عن مشاعرهم بالعصبية، ويرون أن الحسد مثير للتوتر، ويسعون إلى التخلص من مشاعر الدونية عن طريق إضعاف الآخرين ومحاولة النيل منهم.
في العمل مثلاً، كثيراً ما تسبب بيئته- عن غير قصد- بالتحريض على الغيرة والحسد والابتعاد عن المنافسة الشريفة، في الوقت الذي يجب أن تكون الحالة الأخيرة سيدة الموقف، وذلك بهدف تطوير العمل وإنجاحه، وخلق أجواء من التعاضد والتعاون بعيداً عن التوتر والعصبية، وتجاوز الإجراءات والعوامل المسببة لتلك الغيرة.
وحول هذا الأمر التقينا الآنسة لمى الشيخ-موظفة، وقالت: يخرج التنافس بين زملاء العمل الواحد أحياناً من إطاره المشروع الذي يصب في مصلحة الشركة أو المؤسسة إلى مشاغبات وغيرة، وهناك من يحاول أن يبرز بصورة غير منطقية على حساب زملائه، ومن ثم ينسب بعض النجاحات لنفسه أمام الإدارة، وفي ظل هذه المعادلة الصعبة بين الموظف المجتهد الملتزم والآخر الذي يبذل القليل من الجهد، تنشأ خلافات وحساسيات، ولاسيما أثناء التقييم السنوي وتوزيع المكافآت.
بدوره المدرس معتز نصر الله عبر بالقول: بالتأكيد ليس كل الأشخاص الذين ينتمون لمؤسسة ما، يعملون لمصلحتها، ولكن ترى التمييز بينهم من قبل الإدارات، وهذا سبب رئيس لخلق الحسد والغيرة بين الموظفين، ولهذا يجب أن يعمل هؤلاء على زرع روح المنافسة الشريفة لإنجاح العمل وليس العكس، خاصة وأن البعض يتمتعون بسمعة طيبة ومكانة عالية في بيئة العمل، ولا يأخذون حقهم كما يجب، في الوقت الذي يحاول فيه البعض أن يقفز عليهم ويخرج من دائرة المنافسة بطرق ملتوية خاصة في الأعمال الجماعية التي تتطلب مشاركات بين الزملاء.
غيرة إيجابية
كنانة ماضي- مهندسة- أشارت إلى أن ما يتعرض له بعض الموظفين من مشكلات في بيئة العمل يسبب الخروج عن روح المنافسة والغيرة أحياناً، وهذا يتطلب من كل موظف أن تكون لديه غيرة إيجابية في ميدان عمله يكون الهدف منها تطوير الذات والارتقاء بالمستوى المهني، لكن إذا كانت هناك دوافع غيرة سلبية لدى البعض، فإن ذلك يؤثر على طبيعة العلاقة بين الموظفين أنفسهم، إذ يوجد من لا يمتلك قدرات عالية تحقق له قدراً من الإنجاز، وفي الوقت نفسه لا يستطيع تطوير إمكاناته ما يدفعه إلى محاولة تشويه صورة زملاء العمل ومن ثم إطلاق الإشاعات المغرضة، وهذا يخلق بيئة عدائية تتحكم فيها الصراعات، ويحكمها الهوى الشخصي.
وأضافت: لهذا من المفترض أن يرتقي الموظف في عمله، وأن يحكمه ضميره، في الوقت الذي يجب أن تأخذ الإدارة موضوع التراتب الوظيفي، وحجم الإنجاز الذي يقدمه هذا الموظف عن ذاك.
وتلفت سونيا محمود إلى أن العديد من الموظفين الأكفاء يتعرضون لضغوط نفسيه من قبل زملائهم الأقل منهم في المستوى الفكري والعملي، وهو ما يجعلهم في صراعات متصلة، وفي الوقت نفسه يبحثون عن الطرق التي تجنبهم شر المغرضين، وهنا تقع على الإدارة مسؤولية ردع هؤلاء الموظفين الذين لا يدركون المعنى الحقيقي للتنافس الشريف داخل ميدان العمل، بحيث لا يعطون آذانهم لهم، ويستمعون إلى ما ينقلونه بشكل غير صحيح عن زملائهم، وتشير إلى أنه من الطبيعي أن يتم تكريم الموظف المبدع، ولفت نظر الآخر المقصر في عمله حتى يتحقق نوع من التوازن في الحياة الوظيفية.
ويروي حسن صالح قصته مع أحد زملائه في المؤسسة التي تسلم فيها عمله الجديد، أنه فور دخوله المكان وجد هناك من يرحب به، ومن لا يكترث له على الرغم من أن أحداً لم يعرف خيره من شره، ليفاجأ بأن أحد زملائه يحاول أن يورطه في القيام بمهام تضره وتضر العمل على حد سواء، لكنه أدرك ذلك بذكائه وهو ما جعله يضع في باله أن هناك من يفكر في أن يتفوق عليه بطرق غير مشروعة، مبعثها الغيرة والتنافس غير المحمود، ولهذا بدأ يتحرى الدقة في كل ما يسند إليه من أعمال.
بينما لم يخف علي السيد من تعرضه لمحاولة مغرضة من زميل يعمل معه في مجال تنظيم الفعاليات، وأراد أن يشوه صورته أمام مديره من أجل أن يحصل على مكافأة أعلى منه، ومن ثم يسند إليه المدير مهاماً أكبر ويضع فيه كامل ثقته، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، في المقابل هناك من يساعده ويشد أزره ويبين له الصح من الخطأ.
بالنتيجة لا تفتقد المؤسسات الطباع المختلفة والسلوكات، ولكن تبقى المنافسة الشريفة هي التي تتفوق على عاملي الحسد والغيرة، وتبقى الثقة بالنفس سبباً رئيساً في عدم الانجرار وراء الغيرة، فواثق الخطوة يمشي ملكاً.

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض