تعيش نسبة كبيرة من المواطنين، وخاصة ذوي الدخل المحدود منهم ، واقعاً صعباً بسبب ارتفاع تكاليف معيشتهم ومعالجة امراضهم ومتطلبات حياتهم عدة اضعاف مقارنة بدخلهم، واينما ذهبنا وحيثما حللنا لانسمع الا الشكوى، مع شرح مسهب عن صور المعاناة اليومية ، نتيجة هذا الواقع الذي يستفحل يوماً بعد اخر، لعدم وجود معالجات كافية للاسباب التي ادت وتؤدي اليه.
واذا كان المواطنون بشكل عام يعيشون هذا الواقع فإن من يعيشه بشكل أكثر معاناة، هم الجرحى نتيجة الحرب الإرهابية الذين يعجزون عن العمل، وكذلك زوجات واولادهم الذين فقدوا معيليهم وبقوا دون دخل يذكر إلا من رواتب ضعيفة.
وهنا اسمحوا لي ان اعود للقول مجدداً بخصوص هؤلاء فعلينا كمجتمع ومؤسسات أن نساعدهم من أجل أن يعيشوا بعيداً عن العوز والطلب والحاجة ونقدم لهم كامل الرعاية المادية والمعنوية ليس من مؤسسات الدولة فقط بل من الفعاليات الاجتماعية.
صحيح ان الجميع من مسؤولين وحزبيين ونقابيين وفعاليات المجتمع المختلفة يتحدثون عن هؤلاء ، وصحيح انهم في عقل وقلب ووجدان كل سوري شريف .. لكن علينا أن نقدم لهم المزيد من قبل المجتمع والحكومة وأن نسد حاجتهم الفعلية.
لقد قدمت الدولة وتقدم لهؤلاء ما يستحقون وثقتنا كبيرة أنها ستقدم لهم في فترات لاحقة بقية ما يستحقون .. لكن واقع الكثير منهم لا يستحمل الانتظار والتأخير في المعالجة أبداً , ومن ثم على الحكومة أن تضعهم في سلّم أولوياتها وأن تقدمهم على الكثير من الأمور الأخرى التي تنفق عليها ..الخ.
وضمن هذا الإطار أرى انه لابد من القيام بجملة خطوات وقرارات لصالحهم منها إحداث وزارة أو مؤسسة رسمية باسمهم تكون المرجع الوحيد لهم والمكان الذي تصب فيه التبرعات لصالحهم, وتأمين فرص عمل لمن لم تؤمّن له حتى الآن, ورفع رواتبهم للحد الذي يوفّر متطلبات معيشتهم ,وتأمين مساكن لهم وزيادة رواتبهم وتعويضاتهم وعدم التأخير في تقديم مايحتاجونه من أدوية ومعالجات طبية وإقامة المزيد من النشاطات الاجتماعية لهم ..الخ، فهل سنشهد هذه الخطوات قريباً من حكومتنا ومجتمعنا؟