العدل الدولية تبدأ جلسات محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة..والخارجية الفلسطينية:حدث تاريخي

الثورة – أسماء الفريح:
في سابقة تاريخية في الصراع العربي-الإسرائيلي,بدأت محكمة العدل الدولية اليوم أولى جلساتها لمحاكمة كيان الاحتلال الإسرائيلي على ارتكابه جرائم “إبادة جماعية” في قطاع غزة وذلك بناء على دعوى رفعتها جنوب أفريقيا وحظيت بتأييد عشرات الدول.
وذكرت وكالة وفا أن جلسات المحكمة بدأت بمرافعة استهلالية قدمها وكيل دولة جنوب أفريقيا وزير العدل رونالد لامولا، ومن ثم مرافعة ممثلة جنوب أفريقيا أمام المحكمة.
وستتضمن جلسات الاستماع بشكل حصري طلب جوهانسبرغ اتخاذ إجراءات عاجلة تأمر كيان الاحتلال بتعليق عملياته العسكرية في قطاع غزة في الوقت الذي تستمع فيه المحكمة إلى الأسس القانونية للقضية.
وأوضحت الوكالة أنه من المتوقع أن تصدر المحكمة حكمها في وقت لاحق من هذا الشهر بشأن الإجراءات العاجلة والتي يتوقع أن تتضمن أوامر عاجلة لـ”إسرائيل” بوقف عملياتها في القطاع ، لكنها لن تصدر حكمها فيما يتعلق باتهامات الإبادة الجماعية في نفس الوقت.
وقدمت جنوب أفريقيا إلى المحكمة ملفا محكما من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على قتل الكيان الغاصب لآلاف الفلسطينيين  في غزة، وخلق ظروف “مهيئة لإلحاق التدمير الجسدي بهم” ما يعتبر جريمة “إبادة جماعية” ضدهم.
وتتعلق الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا في الـ29 من كانون الأول الماضي ضد “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال بالتزامات الأخيرة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وطلبت حوهانسبرغ من العدل الدولية إقرار إجراءات عاجلة لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في غزة الذين يواجهون ظروفا معيشية كارثية نتيجة جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال.
وأكدت جنوب أفريقيا أن “أعمال الإبادة الجماعية” يجب أن توضع في “السياق الأوسع لسلوك ’إسرائيل’ تجاه الفلسطينيين خلال نظام الفصل العنصري منذ 75 عاما، واحتلالها العسكري للأراضي الفلسطينية الذي دام 56 عاما، وحصارها المستمر لغزة منذ 16 عاما”.
ويواصل الكيان الفاشي عدوانه على القطاع لليوم الـ 97 على التوالي مخلفا أكثر من 23 ألف شهيد و59 ألف مصاب معظمهم نساء وأطفال إضافة إلى أكثر من سبعة آلاف مفقود تحت الأنقاض وكارثة صحية وإنسانية لا سابق لها ودمار هائل في البنية التحتية.
هذا وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن دولة فلسطين تتطلع اليوم إلى مرافعة جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية، باعتباره حدثا تاريخيا لسيرورة النضال الفلسطيني، والجنوب الإفريقي المشترك، في وجه الظلم والإبادة الجماعية اللذين يتعرض لهما الفلسطينيون.
وأكدت الخارجية في بيان لها أن ما شجع ويشجع كيان الاحتلال وأدواته على ارتكاب الجرائم وصولا إلى ارتكاب والتحريض على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، سببه التخاذل الدولي، وعدم اتخاذ خطوات عملية لمحاسبتها، وإنفاذ قرارات الإجماع الدولي، وتماهي بعض الدول والجهات الدولية في التواطؤ في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية من خلال استخدام الفيتو، وإمداد الاحتلال بشتى أنواع السلاح والدعم السياسي الفتاك، بدلا من تحمل مسؤولياتها في منع ومعاقبة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
وعبرت الخارجية عن ثقتها بالمرافعة القانونية التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد كيان الاحتلال، مستذكرة الإرث المبدئي لنضال جنوب إفريقيا ضد الاستعمار و”الأبارتهايد”، بما يؤهلها لأن تكون الدولة التي تدافع عن رفعة القانون الدولي ومؤسساته، وفي وجه الظلم والعدوان، ولمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.
وطالبت الدول الشقيقة والصديقة والمتسقة مع مبادئها ومبادئ القانون الدولي بدعم جنوب إفريقيا وخطوتها أمام العدل الدولية وأن تقدم مرافعاتها إلى المحكمة بعد الانتهاء من التدابير الاحترازية والمؤقتة انتصارا للعدالة ومنعا لإبادة الشعب الفلسطيني.