ندوة حوارية في كلية الإعلام عن مصادر معلومات المواطن بالشأن العام.. المشاركون: وسائل التواصل الاجتماعي فرضت نفسها في كل العالم والمواطن يتابع وسائل الإعلام الرسمية لمصداقيتها ولتأكيد معلوماته

الثورة – متابعة لميس عودة:
أقيمت في كلية الإعلام صباح اليوم ندوة حوارية حول مصادر معلومات المواطن السوري بالشأن العام، وتناولت محاور الندوة التي قدمها عدد من أساتذة كلية الإعلام، دراسات واستطلاعات رأي تتعلق بالمصادر التي يستقي منها المواطنون معلوماتهم بالقضايا المحلية المتنوعة ومدى ثقتهم بمصداقيتها وأسباب تفضيلهم لوسيلة معينة عن أخرى، إضافة إلى شرح ميزات كل من الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي وما يؤخذ موضوعياً على أداء كل منهما من حيث الدقة والمسؤولية والسرعة والتفاعلية ومدى الانتشار جماهيرياً، وغيرها من الأمور، وحضرها  نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي الأستاذ الدكتور محمد فراس الحناوي وطلاب الدراسات العليا ، وعدد من الإعلاميين العاملين في الوسائل الإعلامية العامة والخاصة  وطلاب من  كلية الإعلام وممثل عن اتحاد الطلبة وجمهور من المهتمين والمتابعين.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وبعزف النشيد العربي السوري من ثم عرض فيديو توضيحي تحدث عن معنى المعلومات العامة والمصادر المتاحة للحصول عليها، ومن ثم عرض استطلاع رأي استقصائي لطلبة ومواطنين تحدثوا عن مصادرهم المفضلة للحصول على المعلومات العامة ومدى قناعتهم بصحتها وصوابيتها وأسباب اختيارهم لمواقع ووسائل معينة, وأوضحت أكثر إجابات المستطلعة آراؤهم إن وسائل التواصل الاجتماعي هي مصدر معلوماتهم لسرعة نشر المعلومة وإمكانية التفاعل والتعليق عليها .
ثم عرضت الدكتورة ندى الساعي دراسة واستطلاعاً للرأي أجرتهما حول مصادر معلومات المواطن السوري بالشأن العام، ومدى ثقته بهذه المصادر وصوابية ما تقدمه من أخبار ومعلومات وبينت أن الحاصلين على الشهادة الجامعية ممن شملهم هذا الاستطلاع نسبتهم 98,6%، وجاءت نتائج استطلاعها كالتالي: مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات جاءت أولا بنسبة 47,9% ثم محطات تلفزيونية محلية بنسبة 40,8% ثم المحطات التلفزيونية الحكومية بنسبة 29,6% ثم الإذاعات المحلية.
ونوهت د. الساعي إلى أن المفارقة الحاصلة في ما يتعلق بمصداقية الوسائل التي تستقي منها عينة البحث معلوماتها، إذ انه رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي جاءت أولاً باعتبارها أهم مصادر معلومات لعينة البحث إلا انه عند سؤالهم على المصداقية تراجعت هذه الوسائل إلى ذيل القائمة لتحل محلها المواقع الالكترونية العربية والعالمية من ثم المحطات التلفزيونية والإذاعات المحلية.
وعن أسباب تفضيل الوسيلة التي اختارها المستطلعة آراؤهم جاءت الأسباب أنها تقدم الأخبار الحديثة الآنية بنسبة 52,1% من ثم تقدم هذه الوسيلة الأخبار الهامة بالنسبة لها، إضافة إلى قيامها بتغطية شاملة للأحداث 32,1% .
ثم تحدث الدكتور أحمد الشعراوي رئيس قسم الإعلام الالكتروني وقال إن الدراسات والأبحاث العالمية تشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تستحوذ على وقت الجمهور في الوقت الذي يتضاءل فيه كثيراً الوقت الذي يخصصه لمتابعة وسائل الإعلام التقليدي وذلك لما يوفره الانترنت من ميزات جمة، فهو منصة إعلام مباشر على مدار الـ 24 ساعة إضافة إلى ضخه كم هائل من المعلومات المتنوعة في ظل وصول سهل وشبه مجاني، إضافة إلى فورية الوصول للمتلقين ورجع الصدى الفوري, موضحاً أن ما أكدته الدراسات والاستطلاعات التي قدمت في الندوة عن مصادر معلومات المواطنين تتفق مع ما نشرته الأبحاث والدراسات العالمية على أن وسائل التواصل الاجتماعي هي المفضلة لدى النسبة الأكبر من جمهور المواطنين وهذا أمر لا يمكن إغفاله أو التغاضي عنه بل يجب مواكبته واستثماره بالطريقة الأمثل من قبل وسائل الإعلام التقليدي بما يقوي عملها ويرفع عدد متابعيها, لافتا إلى أن العديد من مؤسسات ووزارات الدولة وحتى وسائل الإعلام الحكومية  فعّلت هذه الخاصية وأنشأت مواقع الكترونية لها وتستخدمها كحامل مضاف لإيصال رسالتها الإعلامية ونشر البيانات الرسمية والتوضيحات والقضايا الخدمية لإدراكها أهمية ذلك وفاعليته، منوها أن مواكبة التطور التقني والتكنولوجي الهائل أمر حتمي وأكثر من ضروري حتى لا نبقى خارج الزمن، فالمشهد الإعلامي يشهد انفجارا بالمعلومات عل مدار الثواني وليس الدقائق.

الدكتورة لين عيسى رئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون قدمت شرحاً عن نتائج استطلاع شمل 80 مبحوثا حول موضوع الندوة ,موضحة أن مصدر معلومات المواطن السوري في الشأن العام الداخلي والخارجي هي مواقع التواصل الاجتماعي وانه إذ أراد التعمق أكثر في موضوعات الشأن الداخلي من الممكن أن يلجأ إلى وسائل الإعلام الرسمية لإضفاء صبغة مصداقية وتأكيد على معلوماته , مضيفة أن الإعلام التقليدي أصبح في كثير من موضوعاته يعتمد على الإعلام الرقمي  ذلك أن الكثير من الموضوعات المجتمعية والقضايا التي تم طرحها على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت قضايا رأي عام تابعت وسائل الإعلام التقليدي تفاصيلها وسلطت الضوء على ملابساتها وصولاً إلى معالجتها, منوهة أن الكثير من “الهاشتاغات” على قضية مجتمعية حركت الرأي العام  كانت كفيلة بأن تكون ركيزة للإعلام التقليدي ليضيء على كل جوانبها, مضيفة أنه يؤخذ على الإعلام التقليدي عدم القدرة على المواكبة السريعة بنشر المعلومات والأخبار نتيجة الحرص على  مصداقيتها والتزامه بالضوابط، أما الإعلام الرقمي عليه أيضا العديد من المآخذ لا يمكن تجاهلها وتتمثل بالتشكك بمصداقية المعلومات المنشورة من خلاله وضعف الضوابط الأخلاقية والدينية وعدم مراعاة التقاليد العامة وأحيانا إثارة النعرات وانتهاك حقوق النشر، إضافة إلى ضعف السيطرة على نشر العنف والتطرف, مؤكدة أن العلاقة بين الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي تكاملية ولا يمكن لأحدهما أن يلغي الآخر  والمساحة تتسع للجميع.
من جانبها الدكتورة فلك صبيرة تحدثت عن دور الصحافة المحلية المكتوبة والمسموعة والمرئية ومواقعها الالكترونية كمصدر أول موثوق للمعرفة ودورها في توجيه الرأي العام نظرا لما تتمتع به من قدرات على التحليل الدقيق والتفسير وخواصها في التأثير على اتجاهات الرأي العام نظرا لأن طبيعة المواد التي تنشرها أساسها التحقق الدقيق من المعلومة ونفي الشائعات، إضافة إلى دورها الأساسي في تحديد السلوك وتوجيهه، وقدمت نموذجا زلزال 6 شباط 2023 إذ تابع المواطنون السوريون كل تفاصيل هذه الكارثة الإنسانية وما نجم عنها عن طريق وسائل الإعلام الحكومية, وأردفت د. صبيرة أن الصحافة الورقية هي المصدر الأول الموثوق للمعلومات في العالم حسب أبحاث ودراسات عالمية وأن قضايا الشأن العام لا تغطيها التغطية المثلى إلا الصحافة الورقية و مرادفها مواقع الإعلام الرسمية ومواقعها الالكترونية  في ضوء السطحية من قبل وسائل التواصل الاجتماعي في التعاطي مع المسائل الهامة الاجتماعية ,لافتة إلى أهمية إيلاء الاهتمام بالصحافة الاستقصائية .

آخر الأخبار
عاداتنا الاجتماعية بين الأصالة والعبء.. آن أوان التغيير؟    عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب