الثورة – منهل إبراهيم:
لا شك أن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجدداً إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة وتحكمه في سياسات البيت الأبيض سيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة والعالم ككل.
ويتفق خبراء ومحللون على أنه في حال عودة ترامب إلى سدة الحكم في 2024، فسيكون لذلك تأثير كبير على “الشرق الأوسط”، وعلى علاقات واشنطن مع لاعبين عالمين جدد على غرار الصين والهند وروسيا.
التجمع الأول نظمه الحزب الجمهوري الاثنين الماضي في ولاية أيوا وسط الولايات المتحدة حيث دعا أنصاره في هذه المنطقة الزراعية إلى اختيار من سيمثلها في الانتخابات من بين الشخصيات الثلاثة الأبرز المرشحة. وهي الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس وسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.
وبعد يوم من التصويت، أظهرت النتائج غير النهائية فوز ترامب. وهذا الأخير ألقى خطاباً “قوياً” دعا فيه ” إلى الاتحاد”، وقال ترامب “أعتقد أن الوقت حان للجميع لأن تتحد بلادنا سواء أكانوا جمهوريين، أم ديمقراطيين، ليبراليين أم محافظين”.
ولا تنحصر أهمية الانتخابات التمهيدية على الأمريكيين فقط، بل تمتد إلى دول عديدة في العالم وهي تراقب عن كثب جميع المراحل المؤدية إلى تحديد مرشحي الحزب الجمهوري والديمقراطي اللذين سيتنافسان في شهر تشرين الثاني المقبل، واضعة في الحسبان حظوظ عودة ترامب إلى سدة الحكم في حال تجاوز العقبات القانونية والقضائية التي تعترض ترشحه.
ووفقاً للعديد من المحللين، وما تم نشره في مجلة “ناشيونال أنترست” الأمريكية، فإن عودة ترامب إلى السلطة تزيد توقعات أن يزداد تأثيره على العلاقات الدبلوماسية تعقيداً بسبب التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين في العديد من مناطق العالم وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط.
سلوكيات ترامب التي باتت معروفة للجميع فيما لو عاد إلى الحكم في البيت الأبيض وحافظ عليها دون تغيير ستدفع العديد من الدول إلى الحضن الصيني، وهو ما يهدد بتأجيج الصراع المستعر أصلاً بين بكين وواشنطن واتساع نطاقه.
ويظهر من المزاج العام والأحداث التي تعاقبت أن حلفاء ترامب في المنطقة، غيروا من رؤيتهم وطبيعة علاقاتهم إزاء الولايات المتحدة وأن الأمور بات ينظر لها من وجهة نظر جديدة لم تكن مألوفة من قبل، فميزان القوى لم يعد بالضرورة قائماً على الولايات المتحدة في عالم بات شعاره تعدد الأقطاب.
عودة ترامب المحتملة إلى سدة الحكم أمر لم يحسم بعد وتعترضه عقبات، لكنه في حال حصل سينطوي على مخاوف تعبر عنها العديد من الدول إزاء ترامب وهي عدم قدرتها على التنبؤ بما سيقوم به في حال عاد إلى البيت الأبيض، وبدون أدنى شك ستقلب عودته السياسة الخارجية الأمريكية رأساً على عقب من جديد حسب التوقعات، فيما سيبقى السؤال المطروح، ما هي الحدود التي سيلتزم بها ترامب، وما سيقوم به من سلوكيات جديدة أو قديمة؟.