يؤمن 1500 فرصة عمل.. معمل المثنى للألبسة الجاهزة في برمانة المشايخ بالشيخ بدر.. تجربة جديدة في الريف
الثورة – طرطوس – سمر رقية:
عندما تسمع صوت هدير محرك سيارات المعمل صباح مساء وهي تنقل العمال من منازلهم إلى مكان عملهم وبالعكس، وتكسر صمت الريف وهدوئه لتخبرك بأنك في قرية مختلفة عن غيرها، قرية سلكت طريق العمل والإنتاج لتنهض بواقعها الخدمي برمته وتضاهي المدن عملاً وإنتاجاً وعلاقات اجتماعية مميزة بل ترفد المدن بإنتاجها، وتخدم منطقتها وريفها بخدمات ممتازة.
شركة المثنى للألبسة الجاهزة في قرية برمانة المشايخ التابعة لمنطقة الشيخ بدر في محافظة طرطوس، خطت الخطوة الأولى بمشغل صغير في عام 2018 ب 18 عاملة و12 ماكينة خياطة، فأمنت بذلك فرص عمل لأسر الشهداء والجرحى والعوائل الفقيرة في المنطقة، وحققت أملهم في أمن واستقرار عوائلهم في مرحلة زمنية قاهرة، والكل عانى من قساوتها وصعوبتها بسبب الحرب الظالمة والحصار الاقتصادي الجائر على بلدنا.
وفي غضون سنوات معدودة تحول المشغل لشركة لها اسمها وسمعتها في السوق، حسنت الوضع المعاشي لآلاف العمال.
وفي لقاء خاص لصحيفة الثورة مع المدير التنفيذي لمعمل المثنى محمد عيسى بيًّن أن هذه التجربة نجحت بفضل الإرادة القوية والطموح الكبير لدى مؤسسي هذه المنشأة وعمالها الذين بفضل جهودهم تحول، هذا المشغل الصغير لمجمع إنتاجي كبير، يضم حوالى 1000 عامل وعاملة ممن امتلكوا المهنة والمهارة والخبرة، وب 600 آلة من أحدث وأجود آلات الخياطة المختصة، وبإنتاج جيد جداً ومرغوب، ويذهب كامل إنتاج المعمل لتغطية السوق المحلية وبأسعار منافسة، ويجري حالياً دراسة أسواق خارجية ترغب بإنتاج المعمل.
وأضاف عيسى: “المعمل حقق الجزء الكبير من طموحه من خلال استيعابه فئة كبيرة من الشباب الباحث عن فرصة عمل وساهم باستقرارهم في أرضهم وقراهم وأنقذهم من ويلات الهجرة خارج بلدهم، وبذلك حقق الغاية من المشاريع الصغيرة ومتناهية في الصغر بدعم الاقتصاد الوطني والاستقرار العائلي والنفسي لهم، وذلك بالوصول لعدد كبير من المستفيدين الذين تجاوزوا 1500 عامل بما فيهم من تعلم المهنة وأتقنها بكل تفاصيلها.
ولفت إلى أن طموح الشركة لا يقف هنا، بل مازال الطموح كبيراً لتوسيع المنشأة لاستيعاب آلاف العمال وبرواتب شهرية وحوافز جيدة، متمنياً تعميم هذه التجربة في باقي القرى والمناطق لمن يستطيع من أصحاب الأموال سبيلاً لأنه الطريق الأقصر للنهوض بالمجتمع الريفي الذي ضحى كثيراً، إضافة للتشاركية في تنمية مستدامة ومتكاملة، وأن الهدف هو الوصول إلى مصاف الشركات العالمية بأجود المنتوجات.