راغب العطيه
في ظل الفشل المتواصل الذي يلازم الاحتلال الإسرائيلي لجهة كسر إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني، ولاسيما الأسرى في معتقلاته، توغل قوات الاحتلال بممارساتها الانتقامية بحق الأسرى، وقد نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، تفاصيل الإجراءات القمعية التي تفرضها قوات الاحتلال على الأسرى في سجني «جلبوع» و«عوفر».
وفي تقريرها الصادر اليوم، استندت الهيئة إلى شهادة محاميتها، عند زيارتها أمس للأسير تامر الحج علي من مدينة نابلس في «جلبوع»، حيث حضر إلى الزيارة مكبل اليدين والرجلين، وعندما طلبت فك قيوده لأن هذا إجراء غير قانوني، رفضت إدارة المعتقل الصهيوني بشدة، مشيرة إلى أن هذا الإجراء التعسفي بحق الأسير ما هو إلا جزء بسيط من جملة الخطوات العقابية المفروضة على الأسرى في كل معتقلات الاحتلال منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بدافع الانتقام ومضاعفة العذاب النفسي والجسدي لهم.
وبالنسبة للأسرى في معتقل «عوفر» غرب رام الله، أوضحت أنهم يتعرضون لإجراءات عقابية مشددة تفرضها عليهم إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، موضحة أن الأسرى يتعرضون لإهمال طبي متعمد، خاصة في ظل وجود عدد منهم ممن يعانون أمراضاً مزمنة ولا يتم إعطاؤهم الأدوية اللازمة.
ولفتت إلى أن الطعام المقدم إليهم سيئ من حيث الكمية والجودة، ما يضطر الأسرى إلى البقاء دون طعام من الساعة الثالثة مساءً حتى اليوم التالي، كما أن الغرفة الواحدة التي يتواجد فيها 6 أسرة، أصبح فيها ما لا يقل عن 10 أسرى، ما يجبر جزءاً منهم على النوم على الأرض، كما يُسمح لهم بالخروج إلى «الفورة» لمرة واحدة فقط في اليوم ولمدة تتراوح بين ربع ساعة ونصف ساعة.
وتطرقت الهيئة إلى ظروف اعتقال الشاب مجد الشرباتي الذي اعتُقل من منزله بعد الاعتداء عليه بأعقاب البنادق، وتقييد يديه وتعصيب عينيه، ثم نُقل إلى معسكر لجيش الاحتلال حيث اعتدى جنود الاحتلال عليه مرة أخرى، ونُقل بعدها إلى معتقل عوفر حيث تعرض من جديد لاعتداء قاس.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تعزل الأسرى في كل المعتقلات عن العالم الخارجي، بقطع الاتصالات عنهم، ومنع زيارات ذويهم والمحامين، حتى يتسنى لها القيام بانتهاكاتها دون حسيب أو رقيب، مطالبة المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية بالوقوف أمام مسؤولياتها ومحاسبة حكومة الاحتلال على جرائمها المرتكبة بحق الأسرى.