الثورة _ يامن الجاجة:
حملت مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في النهائيات الآسيوية عدة مفاجآت ومؤشرات وبوادر إيجابية، فيما يخص المنتخب الذي اعتاد أن يمثل حالة جامعة يلتف حولها معظم أبناء الشارع الرياضي، فسجل منتخبنا نتائج مُرضية كلّلها بالتأهل التاريخي إلى الأدوار الإقصائية لأول مرة في سبع مشاركات سابقة.
ونجح منتخبنا بالتأهل كأحد أفضل المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في الدور الأول بعدما لعب في مجموعة صعبة ضمت إلى جانبه منتخبات أستراليا وأوزبكستان والهند، فتعادل سلباً أمام أوزبكستان قبل الخسارة الصعبة أمام أستراليا بهدف نظيف، ومن ثم الفوز المستحق على المنتخب الهندي بالنتيجة نفسها، ليجمع رجال كرتنا أربع نقاط وبحصيلة صفرية في فارق الأهداف المسجلة والمستقبلة بعد أن سجلوا هدفاً واحداً، واستقبلوا مثله في ثلاث مباريات.
لم يكن التأهل التاريخي إلى الدور الثاني سبباً وحيداً لوصف المشاركة بالإيجابية، ولكن أيضاً بسبب الأداء الذي قدمه المنتخب والذي وُصِف بالانضباطي والقتالي، ليؤكد معظم المحللين والمراقبين أن منتخبنا ظهر بشخصية واضحة في البطولة القارية، وأن مدربه الأرجنتيني “هيكتور كوبر” نجح بتكوين منتخب صعب المراس، بعد استقدام مجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا وأميركا الجنوبية، كما هو حال “أيهم أوسو، خليل إلياس وإبراهيم هيسار” ودمجهم مع أبرز العناصر الناشطة في الدوري المحلي مثل “أحمد مدنية” و”ثائر كروما” وفي مسابقات الدوري في عدد من الدول العربية، كما هو حال “عمر خريبين” و”فهد اليوسف”.
وتشير الأرقام بوضوح إلى نجاح “كوبر” ببناء منظومة دفاعية صلبة في المنتخب، بدليل تلقيه هدفاً واحداً فقط في ثلاث مباريات، رغم مواجهة منتخبنا لمنافسين أعلى منه تصنيفاً، كما هو حال أستراليا وأوزبكستان.
ويبدو واضحاً أن المدرب الأرجنتيني مازال بحاجة للمزيد من الوقت لتطوير الأداء الهجومي للمنتخب رغم ما أظهره من أفكار وتنوع هجومي في مواجهة المنتخب الهندي، ولكن ما عاب تشكيلة المخضرم الأرجنتيني غياب العناصر الحاسمة بشكل كبير، باستثناء وجود النجم “عمر خريبين” الذي لم يكن جاهزاً للعب في مباريات البطولة كافة، ولعب فقط لدقائق معدودة في جميع المواجهات التي خاضها منتخبنا.
وتشكل مشاركة منتخبنا الحالية في كأس آسيا فرصة لاستكمال التحضير وتطوير أداء المنتخب قبل استئناف التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦ وكأس آسيا ٢٠٢٧ وهو ما يشير لإمكانية استدعاء النجم “عمر السومة” مجدداً، حال تراجعه عن رد فعله على استبعاده من النهائيات الآسيوية بإعلان الاعتزال الدولي.
وتؤكد تصريحات “كوبر” قبل البطولة وكذلك اهتمامه بتجديد دماء المنتخب من خلال منح الفرصة للاعبين الشباب أمثال “محمود الأسود، عمار رمضان وأنطونيو يعقوب”، تؤكد جميعها أن المدرب يسعى لاستكمال مشروعه مع المنتخب، لذلك يعمل لإحداث توازن في معدل أعمار اللاعبين، وهو ما سينعكس إيجاباً على مستقبل منتخبنا الذي سيكتمل تكوين شخصيته الجديدة مع مرور الوقت، ومع وجود أسماء أخرى من اللاعبين المغتربين الذين يعمل اتحاد كرة القدم على إقناعهم بتمثيل المنتخب، كما هو حال النجم “محمود داوود ” وآخرين.
الجدير بالذكر أن منتخبنا سيلاقي في الدور الثاني من النهائيات الآسيوية نظيره الإيراني يوم الأربعاء المقبل في مباراة صعبة سيفتح الفوز بها أبواب المجد لنسور قاسيون.